تفسير إنجيل متّى
الأصحَاحُ الْعَاشِرُ
1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.
5هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، 10وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌ طَعَامَهُ.
11«وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. 12وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، 13فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. 14وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ.
16«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. 17وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. 18وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. 19فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، 20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. 21وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، 22وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ! 26فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. 27اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ، 28وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. 29أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. 30وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. 31فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ! 32فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، 33وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، 38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. 39مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ، 42وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ».
1 ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ.: دعا الرب يسوع تلاميذه الاثني عشر الّذين اختارهم بنفسه لخدمة الكلمة الروحيّة، وأعطاهم سلطان على أرواح نجسة، لماذا على أرواح وليس على كل الأرواح؟ لأنّ الرب يسوع لا يعطي قدرة كاملة لتلميذ واحد، لأنّه يعطي كل تلميذ قدرة خاصة لعمل معيّن لخدمة الإنسان في الروح. (أفسس 4: 11 وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، 12لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، 13إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ.). كيف يُخرج المؤمن بالرب يسوع الأرواح النجسة من الإنسان؟ أخرج الرب يسوع الأرواح النجسة بكلمة، لذلك يخرجها المؤمن باستخدام كلمة الرب يسوع، أي فقط حسب المكتوب. آية روحيّة تفسيرها شفاء الإنسان في الروح من نجاسة الخطيّة باستخدام كلمة الرب يسوع فقط حسب المكتوب، فيؤمن بالرب يسوع البارّ الّذي يطهّره من نجاسة الخطيّة ويمنحه خلاصه الأبديّ. الأرواح النجسة هي محبّة الإنسان للخطيّة في الجسد والروح، لذلك الإيمان والاعتماد بكلمة الرب يسوع الروحيّة يطرد حب الخطيّة من نفس الإنسان ويجعله يطلب البرّ في حياة روحيّة سماويّة.
وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَض وَكُلَّ ضُعْف: يشفوا كل مرض روحي وضعف إيمان، كأعمى الروح الّذي لا يرى الحياة الأبديّة مع الرب يسوع في حياة روحيّة، وشفاء الّذي لا يسمع في الروح كلمة الرب يسوع لأنّها كلمة روحيّة يجب أن يسمعها حسب آياتها الروحيّة ليعمل بها في الروح وليس في المثل الجسدي الّذي يزول. (لوقا 8: 9 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا الْمَثَلُ؟». 10فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَال، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ.). ويشفوا من كل ضعف روحي باستخدام المكتوب فيتعزّى المؤمن ويتشدّد إيمانه، وتزداد معرفته الروحيّة لكلمة الرب فتزداد قدرته على العمل بها.
5 وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.: يدعو الرب يسوع تلاميذه كل واحد باسمه لأنّ الرب يسوع يختار تلاميذه بنفسه كل واحد باسمه، فلا اسم عند الرب لمن يختار نفسه بنفسه. أيضاً هي آية تقول أنّ الخلاص يُعطى لكل مؤمن بمفرده، باسمه الشخصي، كل واحدٍ حسب إيمانه، وليس لمجموعة من المؤمنين لأنّ إيمانهم في الظاهر واحد، كما كان إيمان يهوذا الّذي تبع الرب يسوع كباقي التلاميذ، لكنّه في قلبه يتبع طريق آخر.
5 هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.: هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم الرب يسوع ليصنع بهم آية يتعلّم منها المؤمن كيف يعمل لتوصيل كلمة الرب يسوع في بداية خدمته للكلمة السماويّة، لأنّها المرّة الأولى الّتي يرسل فيها الرب يسوع تلاميذه للخدمة. تبدأ خدمة المؤمن في بيته، لذلك قال لهم إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، لأنّهم يبدأون في خدمة أهل بيتهم أوّلا ثم إلى العالم. (مرقس 16: 15 وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.). الأمم هم كل الّذين لا يؤمنون بالله وبالمسيح المخلّص لغفران الخطايا (أعمال 26: 17 مُنْقِذًا إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ، 18لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ.). اليهودي الّذي يعمل بالمكتوب ليس من الأمم لأنّه يؤمن بالمخلّص الّذي يأتي حسب النبوّات.
السامري ليس يهودي لكنّه يؤمن بالله على طريقته (يوحنا 4: 9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.) (يوحنا 4: 19 قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ. لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.). السامري هو كل إنسان يؤمن بالله لكن ليس حسب كلمة الله.
6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِي إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ: يطلب الرب يسوع من تلاميذه أن يذهبوا أوّلاً إلى بيت إسرائيل لأنّهم من بيت اسرائيل. كل تلميذ يختاره الرب يسوع يبدأ خدمته أولاً في أهل بيته ثم إلى العالم. (اعمال الرسل 16: 31 آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ) يخلص كل مؤمن يعمل بكلمة الرب، فيكرز لأهل بيته أوّلاً ثمّ إلى العالم، والرب يسوع يخلّص كل نفس تقبله.
7 وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ: اقتراب ملكوت السماوات هو اقتراب للحياة الروحيّة السماويّة في حياة الإنسان على الأرض. أرسل الرب يسوع تلاميذه ليكرزوا عن اقتراب ملكوت السماوات لخلاص النفس بالإيمان الروحي، لأنّه بمجيء الرب يسوع وبموته وقيامته ليفدي الإنسان ينتهي عهد الإيمان بالفرائض الجسديّة مع الأنبياء وسطاء العهد القديم (خروج 16: 11 فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 12«سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. كَلِّمْهُمْ قَائِلاً: فِي الْعَشِيَّةِ تَأْكُلُونَ لَحْمًا، وَفِي الصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزًا، وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».) ليبدأ عهد الإيمان الروحي في ملكوت السماوات مع الرب يسوع ابن الإنسان الوسيط الوحيد بين الله والإنسان، (تيموثاوس الأولى 2: 5 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ). يقترب ملكوت السماوات من كل إنسان يسمع الكلمة السماويّة من خدّام الرب يسوع، فيعمل بها ليدخل ملكوت السماوات في حياة روحيّة قبل موت الجسد، فيحيا مع الرب يسوع عاملاً بالكلمة الروحيّة حسب الآيات السماويّة وليس في فرائض جسديّة تدل على إيمانه. قبل مجيء الرب يسوع كان الإيمان به لخلاص الروح حسب النبوّات يتمّ بالعمل في فرائض جسديّة تدل على الإيمان، لكن بمجيء الرب يسوع اقترب ملكوت السماوات من كل إنسان يسمع كلمة الرب يسوع، فيعمل بها ليدخل الحياة الروحيّة دون وسيط ولا فرائض تدل على إيمانه، لأنّه في حياة روحيّة مباشرة مع الله باسم الرب يسوع ابن الإنسان الفادي (متى 12: 28 وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ!) ملكوت الله هو ملكوت الرب يسوع (رومية 8: 11 وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.).
8 اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ: آية روحيّة أعطى فيها الرب يسوع سلطانه الروحي للمؤمنين به ليشفوا مرضى الروح، ويطهّروا برص الروح، ويقيموا موتى الروح، ويخرجوا شياطين الخطيّة من حياة الإنسان ليتبرّر في الروح. يستخدم المؤمن كلمة الرب يسوع ليشفي المريض الروحي، فيرى الرب يسوع بالإيمان، ويسمع الكلمة ويعمل بها، فيطهر من برص الخطيّة المعدي، ويقوم من موته الروحي إلى حياة أبديّة لا تسكنها شياطين الخطيّة، لأنّ كلمة الرب في الإنسان تطرد منه شياطين الخطيّة ليصبح باراً بالإيمان الروحي. لماذا يتكلّم الرب يسوع عن شفاء الروح وليس الجسد؟ لأنّ أطباء الجسد للجسد وطبيب الروح للروح، والرب يسوع هو الطبيب الروحي الوحيد لأنّه البارّ الوحيد بأعماله، لذلك أرسل تلاميذ الكلمة الروحيّة لشفاء الروح. الهدف الوحيد الّذي جاء من أجله الرب يسوع هو الحياة الروحيّة الأبديّة لكل إنسان يؤمن بموته وقيامته من أجله. (يوحنا 6: 63 اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ، 64وَلكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ.).
مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا: أعطى الرب يسوع لتلاميذه قدرة روحيّة لشفاء المريض الروحي بكلمته وليس بقوّة الإنسان حسب حكمته البشريّة. مجّاناً أخذتم من الرب يسوع مواهب روحيّة لخدمة الكلمة، مجّاناً أعطوا الكلمة الروحيّة لخلاص النفوس. مجّاناً أخذتم الخلاص مجّاناً أعطوا الكلمة لخلاص الآخرين، لأنّ الرب يسوع وحده دفع ثمن الخلاص بموته.
9 لا تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلا فِضَّة وَلا نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ: يقول الرب يسوع لكل مؤمن به يخدم ويعمل بالكلمة السماويّة ألا يهتمّ بما هو أرضي يزول، ليهتمّ فقط بما هو سماوي وخدمة الكلمة الروحيّة لخلاص الإنسان. (متى 6: 19 لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، 21لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.) الّذي له ذهب وفضّة ونحاس سماوي لا يهتمّ لاقتناء المادي الأرضي، لأن لا قيمة للأرضي الّذي يزول أمام السماوي الّذي لا يزول. (كورنثوس الأولى 3: 12 وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا، 13فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ.) هذا هو الكنز السماوي الّذي يجمعه المؤمن بالعمل وخدمة الكلمة الروحيّة. الرب يسوع هو قوّة المؤمن وضمانه الروحي الوحيد، فلا يهتمّ بالضمان الأرضي على أنواعه، ذهب، فضّة، نحاس، لأنّه في حياة روحيّة أبديّة مع الرب يسوع. لا يتكلّم الرب يسوع عن حاجة الإنسان إنّما عمّا يزيد على حاجته، لأنّه يقول "لا تقتنوا في مناطقكم"، أي لا تقتني ما يزيد على حاجتك الّتي في يدك.
10 وَلا مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلا ثَوْبَيْنِ وَلا أَحْذِيَة وَلا عَصًا لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق طَعَامَه: (كورنثوس الأولى 9: 14 هكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ.) لا يأخذ العامل معه ما يحتاجه للعمل لأنّ رب العمل هو يقدّم ما يحتاجه العامل عنده. لذلك يقول الرب يسوع لخادمه ألاّ يهتمّ بما يحتاجه الجسد لخدمة كلمة الرب، لأنّ الرب يسوع يهتمّ بحاجاته المطلوبة للخدمة كالطعام والباس، لأنّ الجسد العامل مع الرب مستحقّ طعامه. مجّاناً أخذتم ما للروح مجّانا أعطوا ما للروح، أمّا الجسد الّذي يعمل فيستحقّ طعامه من عمله. العصا لاستخدام القوة لذلك لا عصا مع المؤمن في خدمة الرب يسوع ملك السلام. (كورنثوس الأولى 4: 21 مَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَبِعَصًا آتِي إِلَيْكُمْ أَمْ بِالْمَحَبَّةِ وَرُوحِ الْوَدَاعَةِ؟).
11 وَأَيَّة مَدِينَة أَوْ قَرْيَة دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِق: هذا هو نظام العمل في ملكوت السماوات الّذي وضعه الرب يسوع لخدّامه. آية يعمل بها كل مؤمن يخدم الرب يسوع، فيفحص أوّلا من فيها مستحقّ ليتكلّم أمامه عن الرب يسوع البارّ القدّوس، لأنّ كلمة الرب لا تُعطى للرافضين والمستهزئين والمهاجمين. (متى 7: 6 لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.). التبشير بخلاص الروح إلى حياة أبديّة مع الرب يسوع لا يتمّ بعشوائيّة أو حسب الحكمة البشريّة، إنّما فقط حسب الحكمة السماويّة في كلمة الرب يسوع. من هو المستحقّ؟ المستحق هو الذي يسمع بنفس فاحصة وليس بنفس رافضة أو مجرّبة أو محاربة. (متى 16: 1 وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ. 2فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا كَانَ الْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْوٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. 3وَفِي الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ! 4جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.). تركهم ومضى لأنّهم أتوا إليه بنفس رافضة ومجرّبة وليس بنفس فاحصة ليفهموا فيقبلوا ويعملوا.
وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا: آية روحيّة تتكلّم عن دخول البيت، أي الدخول إلى حياة الإنسان الروحيّة، فأقيموا معه في حياته الروحيّة حتى ينتهي عملكم معه، فتخرجوا من حياته لتكملوا العمل بدخول بيت آخر. يقول الرب يسوع في هذه الآية ألّا ينتقل خادم الكلمة الروحيّة من شخص إلى آخر قبل أن ينتهي من توصيل الكلمة في التعليم المستمر مع المحتاج، ليفهم ويعمل بالكلمة لخلاص نفسه ثم يتركه لينتقل إلى آخر.
12 وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِمُوا عَلَيْهِ: آية تتكلّم عن أمرين في خدمة الرب يسوع. أوّلاً تتكلّم عن الطريقة الّتي يفحص بها خادم الرب إن كان البيت مُستحقّ، فالمستحقّ هو الّذي يقبل سلام الرب يسوع، والغير مستحقّ هو الّذي يرفضه، فيكون فحصك بداية لخدمة ذلك البيت أو لخروجك منه. ثانياً تتكلّم الآية عن السلام المطلوب في خدمة الرب يسوع ملك السلام.
13 فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ: إن كان الإنسان مستحقّ فكلّموه عن خلاص الرب يسوع للسلام الروحي، هكذا يأتي سلامكم عليه. البيت هو الإنسان، والمستحق هو الّذي يقبل المؤمن الّذي يأتي إليه باسم الرب يسوع للسلام الروحي. يأتي سلامكم على البيت المستحقّ بتوصيل سلام الرب يسوع الروحي للحياة الأبديّة فقط حسب المكتوب، في الكرازة عن اقتراب ملكوت السماوات للخلاص من الدينونة الأبديّة.
وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ: لكن إن رفض سلامكم لأنّه باسم الرب يسوع، فليرجع سلامكم إليكم، أي تصمتون عن كلامكم باسم الرب يسوع لأنّه لا يستحقّه. فقط الإنسان الّذي يقبل سلام الرب يسوع ولا يرفض خدّامه هو البيت المستحقّ ليدخل إليه الرب يسوع بسلامه الروحي للحياة الأبديّة.
14 وَمَنْ لا يَقْبَلُكُمْ وَلا يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ: يأمر الرب يسوع خدّامه بالخروج روحيّاً من حياة كل إنسان أو مجتمع لا يقبل ولا يسمع كلامهم الروحي باسم الرب يسوع. أي يأمر المتكلّم باسمه أن يصمت في كلامه عن الرب يسوع أمام الرافضين له كخادم للكلمة السماويّة، الّذين يرفضون أن يسمعوا لكلامه الروحي. البيت هو كل إنسان بشخصه وإيمانه، والمدينة هي جماعة من الناس بعاداتهم وتقاليدهم وبإيمانهم الواحد "كالطوائف".
وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ: لا تهتموا ولا تحزنوا أو تغضبوا بل انفضوا غبار أرجلكم، لأن من لا يسمع كلامكم يكون هو المسؤول عن عدم خلاصه، فهي حريّة الإنسان في الاختيار. غبار أرجلكم هو ما علق على أرجلكم من هذا البيت أو تلك المدينة، أي هو الكلام الّذي يرفضون به كلمة الله، فهو غبار على أرجلكم، لا تهتمّوا لما يقولون، تتركونه لهم ليشهد على رفضهم للخلاص يوم الدينونة. (لوقا 9: 5 وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا الْغُبَارَ أَيْضًا عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ».).
15 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَة يَوْمَ الدِينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالا مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ: سدوم وعامورة هي أرض الشرّ التي ضربها الله بالنار (تكوين 19: 24 فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ). آية روحيّة تتكلم عن العذاب الأبدي العظيم على الّذين سمعوا كلمة الرب ورفضوها، ليس لأنّهم يأخذون دينونة أعظم إنّما بسبب الندم العظيم الّذي يزيدهم عذاب على دينونة الحقّ. لذلك لم يقل دينونة أعظم من سدوم وعمورة إنّما يقول حالة أكثر احتمالاً ممّا لتلك المدينة الّتي رفضت كلمة الرب. لأنّ الدينونة واحدة، كل واحد حسب أعماله، لكن عذاب الّذين سمعوا كلمة الخلاص ورفضوها أعظم بسبب الندم العظيم لرفضهم الخلاص الّذي وقف على أبوابهم ورفضوه.
يتكلّم الرب يسوع عن تلميذه الذي يختاره بنفسه ويُرسله ليبشّر بكلمة الخلاص، فمن لا يقبل خادم الرب ولا يسمع لكلامه فهو لا يقبل الرب يسوع المُخلّص، لذلك لا يحصل على الخلاص وتكون نهايته في ظلمة العذاب الأبدي وصرير الأسنان.
16 هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَم فِي وَسْطِ ذِئَاب: تلاميذ الرب يسوع مسالمين كغنم في وسط ذئاب لأنّهم يخدمون كلمة الرب يسوع لخلاص الإنسان الخاطي، لذلك هم في خطر جسدي ونفسي، لأنّهم يعملون وسط محاربين لخدمتهم. هذا هو الخادم الذي يحمل صليبه ويتبع المسيح، لأنّه يخدم كلمة الرب للسلام الروحي بين الأشرار. (متى 10: 38-39 وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا).
فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ: يطلب الرب يسوع من خدّامه أن يكونوا حكماء في خدمتهم وبسطاء في تعاملهم، لأنّ الخدمة لا تتم بعشوائية، إنّما بحكمة روحيّة فقط حسب المكتوب، تبدأ بفحص من فيها مستحقّ، دون استخدام للحكمة البشريّة الّتي لا ترضي الرب (كورنثوس الأولى 1: 19 أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ». 20أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟). حكماء كالحيات لأنّ الحيّات ترمز لإبليس وأولاده الّذين يعملون لموت الإنسان باستخدام الحكمة للموت الروحي (تكوين 3: 1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ) حكمة الحيات وليس عملها. بسطاء في التعامل مع الّذين يسمعون الكلمة، لتعليمهم بالتواضع والصبر.
17 وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ: يخدم المؤمن كلمة الرب بحكمة وبساطة وحذر. آية روحيّة يتكلّم بها الرب يسوع مع كل مؤمن يخدم الكلمة، لا يتكلّم فقط عن الّذين يسلّمون الجسد ويجلدونه، لأنّها آية روحيّة تتكلّم عن الّذين يسلّمون النفس إلى مجالس الرافضين والمهاجمين للكلمة المرسلة معهم، ويجلدونهم في مجامعهم بكلامهم من خلف ظهورهم أمام المجتمعين معهم، أي يتكلّمون ضدّهم بعدم حضورهم في مجامعهم ليرفضهم المجتمعون.
18 وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَة وَمُلُوك مِنْ أَجْلِي شَهَادَة لَهُمْ وَلِلأُمَمِ: تساقون أمام ولاة وملوك الشرّ الروحي في هذا الدهر، لأنّهم يعملون في خدمة إبليس إله هذا الدهر للموت الروحي. تساقون أمامهم بسبب رفضهم لخدمة الحياة الروحيّة المسالمة باسم الرب يسوع، لذلك هذا العمل هو شهادة لهم عند الدينونة، لأنّهم لم يرفضوا الرب يسوع فقط في حياتهم إنّما أيضاً حاربوا خدّامه ليمنعوا الخلاص عن آخرين. الأمم هم الّذين يتبعون في الروح ولاة وملوك هذا الدهر لذلك هي شهادة لهم أيضاً.
19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ: يشدّد الرب يسوع خدّامه ويقول أن خادمه لا يحتاج إلاّ لقوّة إيمانه بالرب يسوع، فيثق بكلمة الرب يسوع ولا يخاف من مواجهة أعداء الكلمة، فلا يهتمّ كيف أو بما يتكلّم خوفاً من السقوط، لأنّه يؤمن ويخدم الرب يسوع السيّد العظيم المستعد كل حين ليعطي خادمه ما يتكلّم به.
20 لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُم الْمُتَكَلِمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ: آية سماويّة تتكلّم عن خادم الكلمة الروحيّة الّذي يرسله الرب يسوع، وليس الّذي يرسل نفسه ليتكلّم حسب حكمته البشريّة فيسقط، أمّا الّذي يرسله الرب يسوع فيتكلّم فقط حسب المكتوب، لأنّ المكتوب هو كلمة الله، لذلك ابن الله وخادمه يتكلّم فقط حسب المكتوب بقوّة الروح القدس. (تيموثاوس الثانية 3: 16 كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.) يتكلم الآب السماوي في أولاده بقوة الروح القدس الّذي يعطي الكلام في حينه من المكتوب لأنّ المكتوب هو كلمة الله.
21 وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاه إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأوْلاَد عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ: آية يقول فيها الرب يسوع للمؤمنين به أن الكلمة السماويّة لا تمنح العامل بها سلام على الأرض، لأنّ الرب يسوع مات وقام ليمنح المؤمن به سلام روحي في حياة أبديّة سماويّة، وليس سلام أرضي في حياة جسديّة لأنّ الجسد يزول. لذلك خدمة الرب يسوع في حياة الإنسان على الأرض تتسبّب له باضطهاد وشرّ حتّى من أقرب الناس إليه. لأنّ غير المؤمن بالرب يسوع يرفض أخاه أو ابنه أو أمه وأباه، لأنّه تغيّر وترك عقائدهم وتقاليدهم ليتبع الرب يسوع. لا تتكلّم الآية عن قتل وموت الجسد فقط إنّما عن قتل النفس في موت العلاقة بين الأخ والأب والابن.
22 وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيع مِنْ أَجْلِ اسْمِي: المؤمن باسم الرب يسوع مضطهد من الإنسان الأقرب إليه وأيضاً من جميع الناس، لأنّهم يسلّمون المؤمن لموت الجسد، أو لقتله في النفس والفكر بمنعه من الكلام بكلمة الرب يسوع أمامهم، فهذا قتل لفكر المؤمن واضطهاد لنفسه بين الناس. لأنّ غير المؤمن يرفض أن ينكر الجسد وشهواته ويطلب الحياة الجسديّة الّتي تزول، لذلك يرفض كلمة الرب يسوع الروحيّة لخلاص النفس إلى حياة أبديّة.
وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ: لا خلاص للإنسان بأعماله الحسنة لأن خطيّة واحدة تكفي ليأتي الإنسان إلى دينونة الحقّ في الموت الروحي الأبدي. لذلك يقول الرب يسوع في هذه الآية أنّ الخلاص من دينونة جهنّم إلى حياة أبديّة معه يستحقّه فقط المؤمن الّذي يصبر على التجارب والضيقات بسبب إيمانه وخدمته لكلمة الرب يسوع الفادي.
23 وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهرُبوُا إلِىَ الأُخْرَى: آية يقول فيها الرب يسوع للمؤمن به الّذي يخدم كلمة السلام الروحي، الاّ يقاوم الشرّ ولا يواجه الرافضين بل يتركهم ويهرب إلى مدينة أخرى ليكمل عمله مع من يريد أن يسمع ويفهم ليقبل ويخلص. لا تتكلّم الآية فقط عن الّذين يطردون الجسد إنّما أيضاً عن الّذين يطردون كلمة المؤمن فيرفضون أن يسمعوه متكلّماً باسم الرب يسوع. لذلك يقول متى طردوكم "في" هذه المدينة وليس "من" هذه المدينة، لأنّهم يطردون أفكاركم في مجتمعهم وليس فقط يطردونكم في الجسد من مجتمعهم، أي أنّهم يقبلونكم في حياة جسديّة معهم لكن يرفضون كلامكم باسم الرب يسوع. لذلك يقول اتركهم في الروح واهرب إلى مجتمع آخر يسمع باسم الرب يسوع. آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع للمؤمن به أن يخدم في الروح فقط من يريد أن يسمع في الروح لكلمة الرب يسوع وليس مع من يرفضها.
فَإنِيِّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لا تُكَمِّلوُنَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ: يتكلّم الرب يسوع بالحّق السماوي لأنّه كلمة الله على الأرض. فيقول أنّ خدمة الكلمة السماويّة تنتهي عند مجيئه لنهاية العالم بعد وصول خدّامه إلى جميع مدن إسرائيل. (متى 16: 27 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.). بمجيء الرب يسوع ينتهي العالم ليجازي كل واحد حسب عمله، الّذين آمنوا واعتمدوا يجازيهم كل واحد حسب خدمته، والّذين لم يؤمنوا يدينهم كل واحدٍ حسب أعماله.
24 لَيْسَ التِلّْمِيذ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلا الْعَبْد أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ: الرب يسوع هو المعلّم الوحيد للحياة الروحيّة لذلك قال "المعلّم وليس معلّمه" لأنّ التلميذ الّذي يبشّر هو معلّم لكلمة الرب، لكنّه ليس المعلّم لأنّه لا يتكلّم من نفسه إنّما يتكلّم فقط من المكتوب. الرب يسوع هو أيضاً السيّد الوحيد على المؤمن به، لذلك تلميذ الرب يسوع ليس أفضل من معلّمه ولا عبد الرب يسوع أفضل من سيّده. يقول الرب يسوع في هذه الآية أنّ تلميذ الرب يتعلّم من الرب ليعمل ويعلّم بما يقوله الرب، أي فقط من المكتوب. وخادم الرب يسمع ويطيع كلمة سيّده ليكون خادماً صالحاً لخدمة الروح، فيعمل فقط بما يقوله الرب يسوع في المكتوب ولا يعمل بحسب حكمته البشريّة. يقول الرب يسوع لخدّامه في هذه الآية أن يُطيعوا كلامه في عمل الخدمة للتّبشير فلا يعملوا بحكمتهم البشريّة معتقدين أنّها أفضل، لأنّ التلميذ ليس أفضل من المعلّم ولا العبد أفضل من سيّده ليعمل حسب حكمته تاركاً قول الرب.
25 يَكْفِي التِلّْمِيذ أَنْ يكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ: يكفي التلميذ أن يكون كمُعلّمه الرب يسوع فلا يزيد على كلامه حرف ولا يُنقص من كلامه حرف. لأنّ المطلوب من التلميذ هو توصيل الكلمة كما تعلّمها دون زيادة أو نقصان. ويكفي العبد أن يكون كسيّده. كيف يكون عبد الرب كسيّده؟ الرب يسوع ابن الإنسان هو السيّد على كل مؤمن به، لذلك أعطى خادمه أن يكون كسيّده في حياته الروحيّة، يشفي مرضى يطهّر برص يقيم موتى ويخرج شياطين. (عدد 8).
إِنْ كَانُوا قدَ لقَبَّوُا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلزَبوُلَ، فكَمْ بِالْحَرِيِ أَهْلَ بَيْتِهِ: إن كانوا قد لقّبوا الرب يسوع، ربّ البيت السماوي، برئيس الشياطين بعلزبول (متى 12: 24 أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ). فلا يستبعد المؤمن، خادم الرب يسوع، أن يلقّبوه هو أيضا بالشيطان. (متى 5: 11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ).
26 فلَا تَخَافوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتوُمٌ لَنْ يُسْتَعْلنَ وَلا خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ: يقول الرب يسوع للمؤمن به أن يصبر على الضيقات ولا يخاف من الّذين يحاربون الجسد والنفس، لأنّه عند نهاية الفرصة للخلاص، بعد موت الجسد، سيستعلن كل روحي مكتوم عن الّذين رفضوا الرب يسوع، لأنّهم رفضوا أن يُعلن لهم من خلال المكتوب أو بواسطة خدّام الرب الّذين يتكلّمون بالمكتوب، فيعرفون أنّكم أولاد الله في الروح وأنّهم بإرادتهم رفضوا ملكوت السماوات. الخفي هو أسرار ملكوت السماوات المخفيّة في آيات الكلمة الروحيّة، يفهمها ويعمل بها المؤمن الروحي فقط. هذه الأسرار سيعرفها كل الّذين رفضوا الرب يسوع لكن بعد نهاية الفرصة للخلاص، بعد موت الجسد، ليأتوا إلى دينونة الحقّ وصرير الأسنان لرفضهم بإرادتهم لكلمة الرب الّذي كان واقفاً على الباب ويقرع بواسطة خدّامه لخلاص نفوسهم. لا تخافوا من الّذين يحاربونكم بالكلام أو يقولون عنكم شياطين لأنّكم تؤمنون وتعملون حسب الكلمة الروحيّة، لأنّهم يرفضون كلمة الرب يسوع الروحيّة للحياة الأبديّة، لذلك كلمة الرب مكتومة ومخفيّة عن روح كل إنسان لا يؤمن في الروح، فيحارب المؤمن الروحي ويصفه بالشيطان. (يوحنا 6: 63 اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ، 64وَلكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ.) لا يفهم الإنسان كلمة الله الروحيّة إن لم يفتح الرب يسوع أذنه للسمع الروحي ويُعلن له أسرار ملكوت السماوات المخفيّة في المكتوب. المكتوم هو كل سماوي لا يعرفه الإنسان، قاله الرب يسوع في أمثال ليعلنه فقط للمؤمن به (متى 13: 35 لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «سَأَفْتَحُ بِأَمْثَال فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ»). كل مكتوم سيعلن عند نهاية العالم للجميع. والخفي هو مضمون الامثال التي قالها وصنعها الرب يسوع في الجسد، يُعرف في تفسير الآيات الروحية فقط، يفهمها ويعمل بها المؤمن الروحي. وسيعرفها كل انسان في نهاية العالم الجسدي عند نهاية فرصة الخلاص. (لوقا 8: 9 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا الْمَثَلُ؟». 10فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَال، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ.).
27 اَلَّذِي أَقُولُه لكَمُ فِي الظُّلْمَةِ قوُلوُه فِي النوُّرِ: (مرقس 4: 33 وَبِأَمْثَال كَثِيرَةٍ مِثْلِ هذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا، 34وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ. وَأَمَّا عَلَى انْفِرَادٍ فَكَانَ يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ.). الّذي يقوله الرب يسوع في الظلمة لتلاميذه هو تفسير المثل الّذي في الآية الروحيّة في المكتوب، لذلك يستخدم الرب يسوع تلاميذ هو يختارهم بنفسه لتفسير الآيات الروحيّة، فتظهر اسرار ملكوت السماوات إلى النور فقط أمام الّذين يسمعون بقلب يطلب الفهم، لذلك لا يفهمها الذي يجرّب أو يحارب الكلمة. يعطي الرب يسوع لتلاميذه أسرار ملكوت السماوات المخفيّة في الآيات الروحيّة، والهدف خدمة الإنسان الّذي يعترف أنّه خاطي ويطلب ملكوت السماوات لخلاص الروح إلى حياة أبديّة.
وَالَّذِي تَسْمَعوُنَه فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ علَىَ السُّطُوح: هذه خدمة كل مؤمن بكلمة الرب يسوع، كل ما يسمعه المؤمن في الأذن من تلاميذ ومبشّرين لكلمة الرب يسوع ينادي به على السطوح دون خوف أو خجل، لأنّ الّذي يستحي بكلمة الرب يستحي به الرب فلا يدخل ملكوت الله. (مرقس 8: 38 أَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ».). يسمع المؤمن كلمة الرب ليعمل بها أمام الجميع مبشّراً بخلاص الرب يسوع.
28 وَلا تَخَافوُا مِنَ الَّذِينَ يَقْتلُوُنَ الْجَسَد وَلكِنَّ النَّفْسَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتلُوُهَا: لا تخافوا من الّذي يقتل الجسد لأنّ الجسد يموت ويزول، أمّا نفس المؤمن الّذي يصبر على ضيقات الحياة الأرضيّة المؤقّتة فتبقى مع الرب يسوع في حياة أبديّة. آية سماويّة يقول فيها الرب يسوع أنّه أتى ليخلّص النفس من الموت الأبدي وليس الجسد الّذي يزول. لذلك لم يقل أنّه يحمي المؤمن من الّذين يقتلون الجسد ولا يقيم الجسد من موته. لأنّ ما صنعه الرب يسوع في الجسد هي آيات روحيّة لحماية نفس المؤمن وقيامته من الموت الروحي. يقول الرب لا تخافوا من موت الجسد لأنّ الجسد يزول، أمّا النفس فلا يقدر أحد أن يقتلها إلاّ صاحبها بفعله للخطيّة، أو بعدم إيمانه بالرب يسوع الفادي من موت الخطيّة.
بَلْ خَافوُا بِالْحَرِيِ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَد كلِيَهْمِاَ فِي جَهَنَّمَ: بل خافوا من الّذي يدين الإنسان حسب أعماله، فيُهلك النفس والجسد الّذي لا يزول كليهما في جهنّم، لأنّه بعد موت الجسد الّذي يزول تدان النفس لتأخذ دينونة أبديّة في جسد لا يزول.
29 أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ: حتى العصفور الّذي لا يساوي فلس واحد له قيمته عند أبيكم، ولا يسقط على الأرض ليموت بدون إرادة خالقه. الله هو خالق الجميع، لكنّه أب فقط للمؤمنين باسم الرب يسوع.
30 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ: أما أنتم أولاد الله، لأنّكم تؤمنون به باسم الرب يسوع الفادي، فلا خوف عليكم من الموت الروحي لأنّ الله يهتمّ حتى بشعور رؤوسكم، أي بكل صغيرة وكبيرة في حياتكم الروحيّة. (لوقا 21: 16 وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. 17وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. 18وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. 19بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ.) يقتلون منكم في الجسد لكن في الروح شعرة من رؤوسكم لا تهلك لأنّ الله يحفظ كل ما لكم في الروح.
31 فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!: لا تخافوا لأنّكم أولاد الله، فأنتم أفضل من عصافير كثيرة. آية روحيّة يتكلّم بها الرب يسوع عن خليقة الله الّتي يحبّها لكنّها بسبب أعمالها تأتي إلى دينونة الحقّ، أمّا أنتم فإلى حياة أبديّة لإيمانكم بالرب يسوع الفادي.
آية روحيّة تتكلّم عن الإنسان، فهو العصفور الحرّ الّذي خلقه الله، لكنّه بسبب حبّه للخطيّة أصبح عبد للمادّة يُباع ويُشترى بالقليل. القليل هو كل ما يحصل عليه الإنسان من مادّة على الأرض لأنّها تزول، والكثير هو كل روحي لأنّه لا يزول. لذلك هو خليقة الله وليس ابن الله بسبب حبّه للخطيّة ولحياته في العالم أكثر من حبّه للحياة مع الله باسم الرب يسوع. لكنّ الله المحب أعطى الإنسان فرصة للخلاص بالإيمان ليكون من أولاد الله بإيمانه بالرب يسوع البارّ. هذه هي مشيئة الله بأن لا يسقط عصفور واحد على الأرض، لكن إن سقط فهذا بسبب إرادة الإنسان الحرّ برفضه لمشيئة الله. الغير مؤمن هو العصفور لأنّه يؤمن فقط بقوّته معتمداً على جناحيه، لكنّه في الحقيقة ضعيف يُباع ويُشترى بأسعار رخيصة لأنّ الشيطان يبيع ويشتري الإنسان بشهوات هذا العالم الزائل. هذا الإنسان يعتقد أنه في حُريّة لكنه في الحقيقة هو في سجن يباع كالعصفور الذي لا يساوي فلس، لأنّه يموت بسبب حبّه للخطيّة وشهوات هذا العالم.
32 فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ: فكل من يؤمن بالرب يسوع مُخلصاً لحياته الروحيّة معترفاً به أمام الناس دون خجل أو إنكار، يعترف به الرب يسوع ابن الإنسان الفادي أمام الآب السماوي، ليولد من الروح إلى حياة أبديّة مع الله. (يوحنا 3: 5 إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.) (يوحنا 1: 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.).
33 وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ: يتكلّم الرب يسوع عن المؤمن الّذي لم يعتمد بالكلمة الروحيّة لذلك ينكر الرب يسوع أمام الناس، لأنّ المؤمن الّذي يعتمد بكلمة الرب يسوع الروحيّة لا ينكر الرب الّذي مات من أجله ليفديه من دينونة الخطيّة والموت الأبدي. من ينكر الرب يسوع أمام الناس حتّى وإن كان لا ينكره أمام نفسه، ينكره الرب يسوع أمام الآب السماوي، فلا يأخذ حياة أبديّة معه بل يأتي إلى دينونة الحقّ. من يطلب الحياة الأبديّة ينكر نفسه والحياة الأرضيّة ولا ينكر الرب الفادي الّذي مات ليمنحه حياة أبديّة.
34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ: آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع للمؤمن به ألاّ يطلب ما هو للسلام الجسدي على الأرض، لأنّه لم يأت ليُلقي سلاماً على الأرض، لكنّه أتى ليُلقي سلامه الروحي لحياة أبديّة سماويّة. لذلك سلام الرب يسوع لا يأتي إلاّ على من يقبل كلمة الرب يسوع الروحيّة ويعتمد عاملاً بها في حياة روحيّة ناكراً الجسد. (متى 16: 24 حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، 25فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.).
مَا جِئتُ لألْقِيَ سَلامًا بلْ سيْفاً: لم يأت الرب يسوع ليلقي سلاماً على الأرض في حياة الإنسان الجسديّة، لأنّه جاء ليخلّص الإنسان الخاطي من موته الروحي لحياة سماويّة أبديّة. لذلك كلمة الرب الروحيّة هي سيف ضد الخطيّة وشهوات الجسد. (العبرانيين 12: 4 لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ). تتغيّر طبيعة المؤمن لتصبح الروح ضد شهوات الجسد والجسد ضد شهوات الروح السماويّة، كالمؤمن الّذي يريد العطاء ليكنز في السماء لكن الجسد يقاوم هذا العطاء لأنّه يطلبها لنفسه في حياة أرضيّة. (غلاطية 5: 16 وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. 17لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ.).
35 فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا: جاء الرب يسوع ليغيّر الإنسان الّذي يؤمن به ليسلك في الروح حسب كلمة الرب يسوع السماويّة، لذلك يرفضه أقرب الناس إليه، لأنّ إيمانه غيّر أفكاره وأعماله الّتي تربّى عليها.
36 وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ: أعداء الإنسان أهل بيته لأنّ أفكاره دائماً على خلاف مع أفكارهم، لأنّه يحمل سيف الكلمة الروحيّة لخلاص النفوس من الموت الأبدي، وهم يحملون سيف العادات والتقاليد والمعتقدات والشهوات الأرضية للموت الروحي.
37 مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي: المحبة عمل، ليس بالكلام أو المشاعر لأنّها باطلة إن لم تظهر بالعمل حسب كلمة الرب للمحبّة الحقيقيّة، كما أظهرها الرب يسوع بموته من أجل الإنسان الخاطي. لذلك من أحبّ أقرب الناس إليه، أباً أو أماً أو ابناً أو ابنةً، أكثر من محبّته للرب يسوع الّذي مات ليفديه من الموت الأبدي، لا يستحقّ خلاصه من الرب يسوع، لأنّ محبّته لهم تظهر بالعمل من أجلهم ضد كلمة الرب يسوع، والّذي يعمل ضد كلمة الرب يسوع لا يستحقّ الخلاص. كالّذي لا يعمل حسب كلمة الرب يسوع الروحيّة فقط حسب المكتوب لأنّه لا يريد أن يغيّر إيمانه الخاطئ الّذي نشأ عليه، أو لا يريد إن يترك وصايا وتقاليد الشيوخ بسبب محبّته لأهل بيته أكثر من محبّته لكلمة الرب يسوع. (مرقس 7: 6 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ.).
38 وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي: ومن أحبّ حياته الجسديّة في هذا العالم أكثر من محبّته لكلمة الرب يسوع الروحيّة، لا يستحقّ خلاصه الروحي من الرب يسوع. صليب الرب يسوع هو الموت من أجل الإنسان، وصليب المؤمن به هو إماتة شهوات الحياة الجسديّة لخدمة الحياة الروحيّة مع الرب يسوع. مات الرب يسوع من أجل الخطاة لكنه قام ليُقيم معه إلى حياة أبدية كل مؤمن به يحمل صليبه ويتبعه. (غلاطية 5: 24 وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ. 25إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ. 26لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا.).
39 منْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يضِيعهَا: من وجد حياته الأرضيّة، أي عاش لشهوات الجسد في هذا العالم، يضيّع حياته السماويّة بعد موت الجسد لأنّه يأتي إلى دينونة الحقّ والموت الأبدي. لأنّ الّذي لا يهتمّ بما للروح هو يرفض بإرادته رحمة الرب يسوع الّذي مات ليفديه من الدينونة والموت الروحي.
وَمَنْ أضَاعَ حَياَتهَ مِنْ أجْلِي يجِدهَا: ومن أضاع حياته الأرضيّة تاركاً شهوات الجسد في هذا العالم من أجل العمل حسب كلمة الرب يسوع، ومن أجل خدمة الكلمة في حياة روحيّة سماويّة، يجد حياة أبدية مع الرب يسوع ولا يأتي إلى الدينونة، لأنّ الرب يسوع دفع عنه ثمن الخطيّة.
40 مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: خادم الرب يسوع للحياة الروحيّة يتكلّم فقط في المكتوب، لأنّ المكتوب هو كلمة الرب يسوع. لذلك من يقبل خادم الرب يقبل الرب يسوع الّذي أرسله. ومن لا يقبل خادم الرب فهو يرفض الرب يسوع. ومن يقبل الرب يسوع يقبل الآب السماوي لأنّ الرب يسوع هو ابن الإنسان كلمة الله في الجسد على الأرض، لذلك لا أحد يأتي إلى الآب إلاّ باسم الرب يسوع ابن الإنسان. (رؤيا 19: 13 وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ»). (يوحنا 14: 10 أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ). (يوحنا 14: 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.). آية روحيّة تتكلّم عن الطريق الوحيد الّذي يأتي به المؤمن إلى الحياة الأبديّة مع الآب السماوي، لأنّ الحياة الأبديّة مع الله هي هدف كل مؤمن في الروح باسم الرب يسوع. يبدأ المؤمن طريقه في الحياة الروحيّة بقبول خادم الرب يسوع الّذي يتكلّم فقط حسب المكتوب، فيقبل الرب يسوع ويؤمن به كلمة الله لفداء الإنسان، فيأتي إلى الحياة الأبديّة مع الآب السماوي.
41 مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ: النبيّ هو خادم الرب الّذي يعمل لخلاص الإنسان في الروح حسب المكتوب، يأخذ من الرب بالروح القدس أسرار ملكوت السماوات في تفسير المكتوب، ليُعطيها للإنسان ليفهمها المستحقّ فيعتمد بكلمة الرب الروحيّة لخلاص نفسه. النبي الّذي يقبل نبيّ يأخذ أجر نبيّ، فلا يضيع أجره كنبيّ برفضه لخدمة النبيّ. لذلك من يقبل خادم الرب لأنّه هو أيضاً يخدم الرب فأجر خادم الرب يأخذ. يقول الرب يسوع لخدّامه في هذه الآية أن يقبلوا خدمة الآخرين أيضاً.
وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ: والبارّ الّذي يقبل بارّاً فأجر بارّ يأخذ. البارّ هو البارّ بالإيمان، أي المؤمن الّذي يعمل بالروح حسب كلمة الرب يسوع في المكتوب، لأنّه لا بارّ بالأعمال إلاّ الرب يسوع الّذي يبرّر المؤمن به. (غلاطية 3: 6 كَمَا «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا».). المؤمن بالرب يسوع يقبل المؤمن بالرب يسوع الّذي يعمل فقط بالمكتوب، لأنّ المكتوب فقط هو كلمة الرب يسوع. لا يقبله أو يرفضه حسب معرفته أو فهمه لكلمة الرب إنّما يقبله لإيمانه واعتماده بكلمة الرب.
42 وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ: من هم هؤلاء الصغار؟ هم الواقفون أمام الرب يسوع، لذلك قال هؤلاء، إذاً هم الّذين آمنوا حديثاً بالرب يسوع، لذلك هم صغار في الإيمان. التلميذ هو المؤمن الّذي يتبع الرب يسوع حسب المكتوب ويتعلّم الكلمة الروحيّة ليفهمها ويعمل بها ويخدم بما تعلّم صغار الإيمان، هذا هو كأس الماء البارد الّذي يقدّمه التلميذ لأحد هؤلاء الصغار. يقول الرب أنّ العامل معه في ملكوت السماوات لا يضيع أجره مهما كان عمله بسيطاً، كل خادم حسب وزناته، أي حسب قدرته على العمل، لذلك قال من يقبل نبي باسم نبي، وبارّ باسم بارّ، وتلميذ باسم تلميذ لأنّ الصغار هم تلاميذ الكلمة السماويّة. أعطى الرب يسوع لكل مؤمن به قدرة على خدمة الكلمة، لذلك يجب على كل مؤمن أن يستخدمها مهما كانت بسيطة، والرب يسوع لا ينسى أجرة كل عمل.
باسم الآب السماوي، والابن، الرب يسوع المسيح، وقوة الروح القدس، الإله الواحد. آمين.
تفسير شادي داود