تفسير مرقس 2 - ربي يسوع المسيح

ربي يسوع المسيح
أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ
أحبك ربي يسوع
Go to content
تفسير متى 1

إنجيل مَرْقُسَ

الأصحَاحُ الثاني

 

1ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ، كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟» 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11«لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!». 12فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا قَطُّ!».

13ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْبَحْرِ. وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ الْجَمْعِ فَعَلَّمَهُمْ. 14وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 15وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ. 16وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ، قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» 17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».

18وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. 21لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ».

23وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 26كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا». 27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».

 

1 ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ.: ينتقل الرب يسوع بالروح من مكان إلى آخر على الأرض في خدّامه المؤمنين به في الروح. ويُسمع أنّه في بيت، أي أنّه يوجد في إنسان مؤمن به، لأنّ الإنسان هو البيت الّذي يدخله الرب يسوع بالروح.

2 وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ.: آية روحيّة تتكلّم عن الاجتماع الروحي للمؤمنين بالرب يسوع لوجوده في البيت، أي لوجوده في المؤمن المتكلّم باسم الرب يسوع حسب كلمة الله في المكتوب. هذا هو الاجتماع الروحي مع الرب يسوع، لا أهميّة للمكان ولا الزمان، إنّما فقط لوجود الرب يسوع في المتكلّم.

3 وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ.: في هذه الآية الروحيّة يأتي المؤمن بمريض الروح إلى الرب يسوع الّذي يوجد في خادم الرب المتكلّم حسب المكتوب. يحمله أربعة لأنّها آية تقول إن كان المريض لا يأتي مع واحد فيحاول معه اثنين أو ثلاثة أو أربعة ليأتي إلى الرب يسوع فيشفيه. توصيل الكلمة للشفاء الروحي يتمّ بالإقناع لمن يطلب الحقّ فإن لم يقتنع يكلّمه آخر.

4 وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ، كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ.: آية تتكلّم عن إصرار المؤمن الصالح الّذي يعمل على شفاء مريض الروح، فيأتي به إلى الرب يسوع مستخدماً كل طريقة ممكنة، فلا يسمح للعقبات أن تمنعه عن الخدمة.

5 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».: رأى الرب يسوع إيمانهم وليس فقط إيمان المفلوج. ينظر الرب يسوع إلى إيمان المريض وأيضاً إلى إيمان وإصرار الخادم الصالح فيشفي المريض. غفر الرب يسوع خطايا المفلوج ليشفيه من مرضه. آية روحيّة لشفاء مفلوج الروح من مرضه الروحي بغفران الخطايا.

6 وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: هؤلاء القوم هم كل الّذين لا يؤمنون أنّ الرب يسوع هو الله الظاهر في جسد إنسان. (تيموثاوس الأولى 3: 16 وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.).

7 «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟»: الله وحده يغفر الخطايا بالرحمة والحقّ، صنعهما الله بالرب يسوع ابن الإنسان على الأرض من أجل الإنسان. لذلك لا يتكلّم الرب يسوع بتجاديف لأنّه الله الظاهر في جسد إنسان. آية لكل إنسان يعترف بأنّ الله وحده يغفر الخطايا، فيعترف أنّ الرب يسوع هو الله الظاهر في الجسد.

8 فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟: شعر الرب يسوع بروحه لأنّه يعرف كيف يفكّر المؤمن بالله الّذي لا يعترف بأنّ المسيح هو الله الظاهر في الجسد لخلاص الإنسان.

9 أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟: الأيسر عند الرب يسوع هو أن يقول للمفلوج قم واحمل سريرك وامش من أن يغفر له خطاياه. لأنّ شفاء المريض من أمراضه الروحيّة يتمّ بتعليمه لكلمة الله الروحيّة (أمثال 4: 20 يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.) أمّا غفران الخطايا بالحقّ فلا يتمّ إلاّ بموت ابن الله البارّ، ليفدي الإنسان الخاطي من الموت الروحي.

10 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: ولكن لكي يعلم الإنسان بما هو منظور أنّ للرب يسوع سلطان الله على الأرض ليغفر خطايا الإنسان، قال للمفلوج الّذي غفر له خطاياه أن يحمل سريره ويمشي أمام الجميع.

11 «لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!».: آية روحيّة لشفاء المريض من أمراضه الروحيّة بكلمة الرب يسوع، لأنّ الرب يسوع هو كلمة الله لشفاء الإنسان من أمراضه الروحيّة، وهو الفادي لغفران الخطايا. لا يرى الإنسان غفران الخطايا لكنّه يرى شفاء المريض الروحي، لأنّه يرى التغيير في حياة المؤمن مع الرب يسوع غافر الخطايا.

12 فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا قَطُّ!».: مفلوج الروح هو المؤمن الّذي يتبع عادات وتقاليد الناس والتعاليم الخاطئة في حياته الروحيّة. الّذي على السرير في الروح هو الّذي لا يعمل لحياته الروحيّة، فالّذي يتبع عادات وتقاليد الناس والتعاليم الخاطئة هو المفلوج على السرير لأنّه لا يعمل حسب كلمة الله للحياة الروحيّة. لذلك بعد شفائه يقوم المؤمن ليعمل فقط حسب كلمة الله الّذي منحه الشفاء. يقول الرب يسوع للمفلوج أن يحمل سريره كي لا ينسى أنّ الرب يسوع هو الّذي شفاه وأقامه من سريره ليعمل بالروح ويأخذ حياة أبديّة. بعد الشفاء يخرج المؤمن من العادات والتقاليد والتعاليم الخاطئة ظاهراً للجميع أنّه لا يعمل بها. فبُهت الجميع ومجّدوا الله لأنّ الّذي يبحث عن الحقّ السماوي يمجّد الله في الرب يسوع الّذي يشفي مريض الروح. الشفاء يظهر في التغيير الّذي يأتي على المؤمن الّذي خرج من العادات والتقاليد إلى كلمة الله الروحيّة فقط حسب المكتوب.

13 ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْبَحْرِ. وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ الْجَمْعِ فَعَلَّمَهُمْ.: آية روحيّة تقول أنّ الرب يسوع خرج أيضاً إلى العالم، لأنّ البحر هو العالم (متى 13: 47 أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي الْبَحْرِ، وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. 48فَلَمَّا امْتَلأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى الشَّاطِئِ، وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا الْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ، وَأَمَّا الأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجًا.). خرج الرب يسوع من بيت إسرائيل إلى العالم ليعلّم كل من يأتي إليه.

14 وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.: وفيما هو مجتاز في الجسد على الأرض اختار الرب يسوع تلاميذه فتركوا كل شيء وتبعوه. وفيما هو في الروح على الأرض يجتاز الرب يسوع في العالم ليختار من يشاء، ليكون له تلميذا يعمل في الخدمة الروحيّة لخلاص الإنسان. آية روحيّة تقول أنّ تلميذ الرب يسوع لا يأت وارثاً أو متعلّماً من الناس، لأنّ الرب يسوع يختار بنفسه ويعلّم من يراه مناسباً ليكون له تلميذا ورسولا. لا يستطيع المؤمن أن يختار نفسه ليكون تلميذا للرب، لأنّ الرب هو الّذي يختار.

15 وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ.: آية روحيّة تتكلّم عن الّذين يعترفون أمام أنفسهم وأمام الرب يسوع أنّهم خطاة ويحتاجون إلى الغفران. وهي آية لكل خاطي لا يأتي إلى بيت الرب يسوع لأنّه يظنّ في نفسه أنّه خاطي لا يستحقّ. بالتوبة يأتي كل خاطي إلى بيت الرب يسوع الفادي. بيت الرب يسوع الروحي هو كلمة الله في المكتوب، وهو أيضاً في كل مؤمن يعمل حسب المكتوب. (كورنثوس الأولى 3: 16 أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟).

16 وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ، قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟»: الكتبة والفرّيسيّون هم المؤمنون بالله الّذين يظنّون أنّهم أبرار بأعمالهم وأنّهم فوق الجميع. العشار هو الّذي يستغلّ ضعف الناس ليأخذ منهم أكثر ممّا يجب. (لوقا 3: 12 وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضًا لِيَعْتَمِدُوا فَقَالُوا لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، مَاذَا نَفْعَلُ؟» 13فَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ».). والخاطي هو الّذي لا يعمل بوصايا الناموس.

17 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».: كيف لا يجلس مع الخطاة وهو جاء ليفدي الخطاة. آية روحيّة تقول أنّ الخاطي الّذي يتوب ويأتي إلى الرب يسوع الفادي هو مريض الروح ويطلب الشفاء الروحي. الرب يسوع هو طبيب الروح للأمراض الروحيّة. الجميع خطاة، لذلك لم يأت الرب يسوع ليدعو الّذين يظنّون أنّهم أبرار، بل جاء ليدعو الّذين يعترفون بأنّهم خطاة. (رومية 3: 12 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.).

18 وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟»: كان تلاميذ يوحنّا والفرّيسيّين يصومون حسب فرائض العهد القديم، عهد ما قبل مجيء المسيح. آية تقول أنّ كل مؤمن يصوم حسب فرائض العهد القديم هو كتلاميذ يوحنّا والفرّيسيين، وليس كتلاميذ المسيح.

19 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا.: تلاميذ المسيح لا يصومون حسب الفرائض الجسديّة لأنّهم في العهد الروحي مع المسيح. العريس هو الرب يسوع والمؤمنون به هم بنو العرس السماوي في الروح مع الرب يسوع، في حياة روحيّة وليس بفرائض. العريس معهم في الجسد، أي أنّهم يتبعونه حسب الجسد فلا يصومون، لأنّ الصوم بعد مجيئه لا يصلح أن يكون في الجسد حسب الفرائض، لأنّهم سيصومون بالروح.

20 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ.: ستأتي أيام على المؤمن حين يُرفع العريس عنه، أي حين يرفع الإيمان الجسدي ليصبح إيمان روحي، فحينئذٍ يصومون بالروح لأنّ الرب يسوع معهم في الروح. آية روحيّة عن حياة المؤمن مع الرب يسوع، تبدأ بالإيمان الجسدي حسب المكتوب الحرفي، لكنّه تأتي أيام حين يفهم كلمة الله الروحيّة فيتحوّل إلى إيمان روحي حسب الآيات السماويّة، فيصوم المؤمن عن شهوات العالم الجسديّة لينظر فقط إلى الحياة الروحيّة السماويّة.

21 لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ.: الرقعة من قطعة جديدة هي آية من العهد الجديد، والثوب العتيق هو العهد القديم. يقول الرب يسوع في هذه الآية الروحيّة أنّه لا يصلح للمؤمن أن يأخذ آية روحيّة من العهد الجديد ليعمل بها حسب فرائض العهد القديم. لذلك لا يصلح أن يصوم المؤمن حسب فرائض العهد القديم، لأنّه يصوم بالروح فقط حسب الحياة في العهد الجديد. (متى 19: 21 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ.). آية لصوم المؤمن بالروح عن محبّة العالم فلا يخسر حياة أبديّة مع المسيح.

22 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ».: الخمر الجديدة هو نتاج الكرمة، هو عمل الرب يسوع الفادي لخلاص المؤمن من الموت الأبدي، هو العهد الجديد لحياة روحيّة. والزقاق العتيقة هي المؤمن حسب فرائض العهد القديم. لا يصلح أن يعمل المؤمن حسب الفرائض الجسديّة بعد موت وقيامة الرب يسوع، لأنّه لا يأخذ خلاصه فيتلف إيمانه. إنّما يعمل في حياة روحيّة فقط حسب العهد الجديد، أي حسب آيات العهد الروحي مع الرب يسوع.

23 وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ.: لم يذهبوا ليعملوا في الحقل في يوم السبت، لكنّهم جاعوا في يوم السبت فقطفوا السنابل وهم سائرون.

24 فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟»: الفرّيسيّون هم المؤمنون بالله الّذين يظنّون أنّهم أبرار بأعمالهم، يبحثون دائماً كيف يدينون غيرهم من المؤمنين. معلّمون لكلمة الله لكنّهم لا يفهمون أنّها روحيّة لحياة الإنسان الأبديّة.

25 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟: أجابهم الرب يسوع بالمكتوب، لذلك قال لهم أما قرأتم المكتوب لتفهموا أنّ ما فعله التلاميذ يحل فعله في السبت.

26 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا».: احتاج وجاع داود والّذين معه فأكلوا لحاجة الجسد ما لا يحل أكله إلاّ للكهنة في الروح. لا يحل أكله إلاّ للكهنة هي آية سماويّة لحياة المؤمن الروحيّة، لأنّ كلمة الله لا يحل أكلها إلاّ للمؤمن بها. لذلك لم يخطئ داود حين أكل منها لحياة الجسد، لأنّه يفهم كلمة الله الروحيّة فلا يعمل بها حرفيّة، لأنّ الحرف يقتل (كورنثوس الثانية 3: 6 الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.). لذلك جاع في الجسد فأكل ما يحل للجسد وليس الّذي لا يحل أكله في الروح إلاّ للكهنة.

27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.: يقول الرب يسوع أنّ ما جعله الله لخير الإنسان لا يمكن أن يصبح ضدّا للإنسان عند حاجته، لأنّ السبت جُعل لخير الإنسان في الروح، فلا يمكن أن يكون ضدّ حاجة الإنسان في الجسد. يجب على المؤمن أن يفهم كلمة الله الروحيّة ليعمل فقط بالمطلوب.

28 إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».: الرب يسوع هو ابن الإنسان لأنّه الله الظاهر في جسد إنسان على الأرض. (متى 1: 23 هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.). هو ربّ السبت أيضاً لأنّه ربّ الإنسان الّذي جُعل السبت من أجله. إذا هو ربّ الإنسان وربّ السبت أيضاً. الرب يسوع هو ربّ السبت لأنّه هو ربّ الحياة الروحيّة للمؤمن بالله، لأنّ السبت هو اليوم الروحي الّذي جعله الله من أجل الإنسان، لخلاص الخاطي الّذي يتوب من الموت الأبدي. يوم السبت الروحي مع الرب يسوع هو حياة المؤمن الروحيّة على الأرض مع الرب يسوع كل حين في الروح.

 

بمشيئة الآب السماوي، وعمل الابن الرب يسوع المسيح كلمة الله، وقوّة الروح القدس، الإله الواحد. آمين.

 

تفسير شادي داود

أحبك ربي يسوع
Back to content