تفسير إنجيل متّى
الأصحَاحُ التَّاسِعُ
1فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَاجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ. 2وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 3وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هذَا يُجَدِّفُ!» 4فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، فَقَالَ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 5أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ 6وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» 7فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا.
9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 10وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْبَيْتِ، إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» 12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».
14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعًا».
18وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا». 19فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. 20وَإِذَا امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ، 21لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ». 22فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 23وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ الرَّئِيسِ، وَنَظَرَ الْمُزَمِّرِينَ وَالْجَمْعَ يَضِجُّونَ، 24قَالَ لَهُمْ: «تَنَحَّوْا، فَإِنَّ الصَّبِيَّةَ لَمْ تَمُتْ لكِنَّهَا نَائِمَةٌ». فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. 25فَلَمَّا أُخْرِجَ الْجَمْعُ دَخَلَ وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا، فَقَامَتِ الصَّبِيَّةُ. 26فَخَرَجَ ذلِكَ الْخَبَرُ إِلَى تِلْكَ الأَرْضِ كُلِّهَا.
27وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ: «ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ!». 28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!». 29حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا». 30فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «انْظُرَا، لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ!» 31وَلكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ كُلِّهَا.
32وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ، إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ. 33فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَ!» 34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ!».
35وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. 36وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. 37حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. 38فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ».
1 فَدَخَلَ السَّفِينَة وَاجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ: انتقل الرب يسوع في العالم من مدينة إلى أخرى ليُخرج الشياطين من الإنسان، لكن شعب هذه المدينة لم يؤمنوا به بل طلبوا منه أن ينصرف عنهم، فعاد إلى مدينته. المدينة في الروح هي جماعة من الناس لهم إيمانهم الواحد، كالأديان والطوائف. هذه المدينة إيمانها الواحد هو الرفض الواحد لعمل الرب يسوع بينهم، لذلك انصرف الرب يسوع عنهم حسب طلبهم. آية يقول فيها الرب يسوع لخدّامه أنّ ينصرفوا من أمام كل من يرفض كلمة الحقّ السماوي باسم الرب يسوع الفادي. يأتي الرب يسوع في خدّامه من إنسان إلى آخر أو من مجتمع إلى آخر ليطرد الشياطين ويُخلّص الإنسان. لكن إن رُفض المؤمن بسبب خدمته لكلمة الرب، يتوقّف عن عمله وينصرف عنهم لخدمة الروح فيمن يطلب الشفاء الروحي.
2 وَإِذَا مَفْلُوج يُقَدِمُونَه إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاش: مجموعة من المؤمنين أتوا بالمفلوج إلى الرب يسوع ليشفيه. آية روحيّة تتكلّم عن صلاة المؤمنين بعضهم لبعض، مُجتمعين في الروح طالبين من الرب يسوع لأجل المريض. كيف يطلب المؤمن من الرب يسوع مجتمعاً مع المؤمنين في الروح؟ مجتمعاً في الروح لأنّه يطلب ما يطلبه كل مؤمن للمريض الروحي، والصلاة هي في خدمة المؤمن لكلمة الرب بالعمل مع المريض حسب كلمة الرب يسوع لشفاء المريض في الروح. (مرقس 16: 15 وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».). من هو المفلوج في الروح؟ المفلوج في الروح هو المؤمن الّذي لا يعمل حسب المكتوب، لأنّه يعمل في عادات وتقاليد الناس فلا يخدم كلمة الرب يسوع ولا يعطي ثمر الروح، لذلك يحتاج إلى عمل المؤمنين معه لشفاء الروح حسب كلمة الرب يسوع الّذي يشفي المفلوج، فيترك عادات وتقاليد الناس ويعمل فقط في المكتوب.
فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوج: ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ: الرب يسوع هو الآب الّذي يقول ثق يا بنيّ، وهو ابن الإنسان غافر الخطايا بالعدل لأنّه هو الفادي الّذي دفع ثمن الخطيّة لكل مؤمن به. رأى الرب يسوع إيمان المفلوج وكل الّذين معه فغفر له خطاياه. هل يحاج المفلوج إلى غفران الخطايا ليبرأ من مرضه؟ لا يتكلّم الرب يسوع عن شفاء مرض الجسد، لأنّ عمله في الجسد هو مثل أرضي لآية روحيّة يتكلّم فيها الرب يسوع عن مفلوج الروح، لذلك يحتاج إلى غفران الخطايا ليمشي مفلوج الروح في حياة روحيّة صحيحة.
3 وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: هذَا يُجَدِّفُ: الكتبة هم خدام الله يعملون على توصيل كلمة الله للشعب (متى 23: 1 حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.). قالوا في أنفسهم أنّ الرب يسوع يُجدّف، أي أنّه يقول عن نفسه أنّه الله الّذي يغفر الخطايا، لأنّ الخطايا لا يحقّ لغير الله أن يغفرها.
4 فَعَلِمَ يَسُوع أَفْكَارَهُمْ، فَقَالَ: لِمَاذَا تُفَكّرُونَ بِالشَّر فِي قُلُوبِكُمْ؟: فكّروا في أنفسهم فعلم الرب يسوع أفكارهم لأنّه فاحص الكلى والقلوب ولا يحتاج أن يسمع صوت الإنسان ليعرف أفكاره. آية يقول فيها الرب يسوع أنّه لا ينظر إلى كلام الإنسان أو أعماله، لكنّه ينظر إلى نفس الإنسان حسب أفكاره، لأنّ المرائي أعماله الظاهرة صالحة لكن أفكاره شرّيرة. (رؤيا 2: 23 أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ). (متى 5: 27 «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.) الخطيّة في حياة المؤمن بالرب يسوع ليست فقط في العمل الشرّير إنّما أيضاً في الأفكار الشرّيرة.
5 أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَة لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟: آية روحيّة فيها غفران الخطايا للحياة الأبديّة، ليقوم المؤمن من موته الروحي ويمشي في طريق الحقّ السماوي حسب كلمة الله. الخطية هي سبب كل أمراض الإنسان الروحيّة، لذلك فَعَل الرب يسوع ما لا يستطيع أن يفعله إنسان، وهو غفران الخطايا بالعدل الّذي صنعه بموته وقيامته ليتم الشفاء الروحي من كل مرض روحي. لذلك "قم وامشي" هو فعل أيسر عند الناس لأنّ الرب يسوع أعطى الإنسان القدرة على شفاء المريض في الروح باستخدام كلمة الرب يسوع الروحيّة، أمّا غفران الخطايا فللرب يسوع وحده، هو سيدين كل خاطي بالعدل حسب أعماله، وهو الّذي يغفر بالنعمة لكل مؤمن به (رومية 14: 12 فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ). (مرقس 16: 17 وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».). المؤمنون يعملون في خدمة الكلمة لشفاء الإنسان من مرضه الروحي والرب يسوع يغفر الخطايا لحياة أبديّة.
6 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا. حِينَئِذ قَالَ لِلْمَفْلُوج: قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ: لا يرى الإنسان غفران الخطايا الّذي حصل عليه المفلوج، لكن برؤيتهم للمفلوج يمشي يعلم الناس أن للرب يسوع سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، لأنّ الّذي جعل المفلوج يمشي بكلمة هو أيضاً قال مغفورة لك خطاياك. آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع أنّ غفران الخطايا يتمّ في الروح عند رؤية المفلوج الروحي يمشي. ويقول أيضاً أنّ غفران الخطايا يتمّ على الأرض قبل موت الإنسان في الجسد.
7 فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ: قام المفلوج الذي كان محمولاً لا يتحرك وحمل فراشه بنفسه ومضى إلى بيته بمفرده. هذا هو مفلوج الروح بسبب عادات وتقاليد الناس، يأتي به المؤمنون في الروح إلى الرب يسوع بتعليمه حسب المكتوب، فيتخلّص من عادات وتقاليد جسديّة ويعمل فقط حسب المكتوب للحياة الروحيّة. فيتحوّل من مفلوج في الروح لا يعمل في حياة روحيّة، إلى مؤمن روحي مغفورة خطاياه لا يعمل إلاّ حسب المكتوب.
8 فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا الله الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا: ترى الجموع عمل الرب يسوع ويتعجّبون من قوّة كلمته الّتي تغيّر الإنسان. فيُمجّدون الله الّذي أعطى الناس سُلطان مثل هذا، لأنّ الله يستخدم الإنسان ليشفي أمراض الإنسان الروحيّة. (أفسس 4: 11 وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، 12لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ).
9 وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَاز مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْد مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُه مَتَّى. فَقَالَ لَه: اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَه: يجتاز الرب يسوع في الأرض ليشفي مرضى الروح مستخدماً تلاميذه الّذين اختارهم بنفسه لخدمة الكلمة السماويّة. كل انسان يختاره الرب يسوع يترك كل شيء ويتبعه في الحال ليعمل في ملكوت السماوات خادماً للكلمة الروحيّة. في هذا الحدث الجسدي مثل أرضي يتكلّم عن آية روحيّة تقول أنّ الرب يسوع يختار تلاميذه في الروح فيتركوا الاهتمام بالحياة الأرضيّة وخدمة شهوات الجسد ليهتمّوا بالحياة الروحية وخدمة الكلمة السماويّة.
10 وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئ فِي الْبَيْتِ، إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاة كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأوُا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِه: يذهب الرب يسوع في الروح مستخدماً تلاميذه ليشفي من يحتاج إلى شفاء دون أن يسأله عن خطاياه (متى 8: 28 ذهب الرب يسوع إلى العبر وشفى المجنونَيْن). وأيضاً يقبل ويشفي المفلوج الّذي يأتي إليه مع المؤمنين دون أن يسأله عن خطاياه (متى 9: 2). وأيضاً يشفي كل خاطي يأتي إليه وهو متّكئ في البيت. كيف يأتي الخاطي في الروح إلى الرب يسوع وهو متكئ في البيت؟ يأتي الخاطي إلى البيت الّذي يتكئ فيه الرب يسوع عندما يأتي إلى المؤمنين المجتمعين باسم الرب يسوع، إلى كنيسة المؤمنين.
11 فَلَمَّا نَظَرَ الْفَريسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟: هذه نظرة الإنسان الّذي لا يؤمن بالرب يسوع، وأيضاً نظرة الّذي يرى في نفسه أنّه بارّ ويستحقّ الرحمة، ويرى في الآخرين أنّهم خطاة لا يستحقّوا الرحمة. آية تتكلّم عن الّذين يرفعون أنفسهم وكأنّهم أبرار يستحقّون، فيرفضون الرحمة لغيرهم ويدينونهم. (يوحنا 8: 7 وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») من يرفض الرحمة للخُطاة يرفضها لنفسه لأنّه هو أيضاً خاطي.
12 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب بَلِ الْمَرْضَى: أتى الرب يسوع إلى العالم ليشفي كل مريض روحي يطلب منه الشفاء. لماذا المريض الروحي وليس الجسدي؟ لأنّه قال عن الخطاة أنّهم مرضى وهو الطبيب الشافي من نجاسة الخطيّة لحياة روحيّة أبديّة. من يُريد الشفاء من سُلطان الخطية والموت الأبدي، يأتي إلى الرب يسوع الطبيب الروحي الوحيد.
13 فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِني أُرِيد رَحْمَةً لا ذَبِيحَةً: آية روحيّة يتكلّم فيها الرب يسوع مع الفرّيسيين ليقولها لكل إنسان لا يعمل في المكتوب، لأنّ في المكتوب يتعلّم المؤمن أنّ الرب يسوع جاء إلى العالم ليرحم الخطاة من عبوديّة الخطيّة والموت الأبدي. لذلك قال للفريسيين الّذين يؤمنون بالله لكن لا يعملون حسب كلمته، أن يتعلّموا المكتوب ليفهموا أن الله محبّة ويريد خلاص الخاطي وليس إدانته، لذلك أتى الرب يسوع ليُتمم الناموس فيرحم الخُطاة بموته لأجلهم. (هوشع 6: 6 إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.). (تيموثاوس الأولى 2: 3 لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.). الذبيحة في العهد القديم قبل مجيء الرب يسوع كانت تُقدّم لمغفرة الخطايا، دليل الإيمان بعملٍ يرمز إلى الذبيحة الحقيقية الرب يسوع المسيح الّذي يأتي ليفدي الخطاة. لكنّه قال أنَّه يريد رحمة لا ذبيحة، لأنه ما نفع الذبيحة وطلب الرحمة من الله إن كان الّذي يقدّمها لا يرحم غيره. لذلك قالها للفريسيين ولكل إنسان يطلب الرحمة لنفسه ويرفضها لغيره من الخطاة.
بعد مجيء الرب يسوع المسيح والعهد الجديد لا يحتاج المؤمن أن يقدّم ذبيحة حيوانية، لأنّ الرب يسوع أتى وقدّم نفسه لأجلنا وتمم كل شيء. الذبيحة الّتي يقدّمها المؤمن في العهد الجديد الروحي هي في قبوله للرب يسوع ذبيحة لأجله، وخدمة الكلمة الروحيّة في تقديم الرب يسوع حسب المكتوب رحمة لكل إنسان. هذه هي الرحمة الّتي يطلبها الرب يسوع من كل مؤمن به.
لأَني لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاة إِلَى التَّوْبَةِ: لم يأت الرب يسوع من أجل الأبرار، الّذين يظنّون أنّهم أبرار، لأنّه ليس بارّ على الأرض (رومية 3: 10 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ.) لكنّه أتى من أجل الخطاة، أي الّذين يعترفون بخطاياهم، ليدعوهم إلى التّوبة عن خطاياهم مؤمنين بالرب يسوع المخلّص الروحي للحياة الأبديّة.
14 حِينَئِذ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَريسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلامِيذُك فَلا يَصُومُونَ: تلاميذ يوحنا هم الّذين يبشّرون بمجيء المُخلّص كما بشّر يوحنا معلّمهم، لكنّهم لا يعملون حسب العهد الجديد لأنّهم يعملون مع الفريسيين بفرائض العهد القديم ووصايا الناس. هؤلاء هم المؤمنون اليوم بالرب يسوع لكنّهم لا يعملون حسب المكتوب لأنّهم يعملون حسب عادات وتقاليد الناس كما يعمل الفريسيون، لذلك يسألون الرب يسوع عن تلاميذه لأنّهم لا يعملون معهم ومع الفريسيين حسب فرائض العهد القديم.
15 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.: بنو العُرس هم الّذين قبلوا دعوة العريس وأتوا إلى العرس، أي هم المؤمنون بالرب يسوع الّذين يعملون فقط حسب كلمة الرب يسوع في المكتوب (رؤيا 19: 9 طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ). الصوم في العهد القديم هو فريضة جسديّة يعمل بها المؤمن دليل إيمانه بكلمة الله والعمل بها، لكن بعد مجيء الرب يسوع والعهد الجديد في حياة روحيّة معه، لا يصوم المؤمن في الجسد لأنّه يصوم بلا انقطاع في حياة روحيّة، فلا يعمل في فرائض جسديّة تدل على إيمانه لأنّه يعمل في حياة روحيّة كل حين مع الرب يسوع. فمن معه العريس لا ينوح لأن له فرح الحياة الأبدية مع العريس. لكن بعد أن يُرفع الرب يسوع في الجسد، أي أنّ المؤمن لا يراه بعينه الجسديّة في أمور تُظهر وجوده معه لأنّه يراه كل حين في الروح، حينئذٍ يصوم عما هو جسدي ليأكل ما هو روحي، فلا يهتم بما تراه العين الجسديّة ليهتمّ بما تراه العين الروحيّة بالإيمان حسب المكتوب. ليس بالعيان إنّما بالإيمان. (متى 17: 17 أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟) آية روحيّة تقول: إلى متى يُظهر الرب يسوع نفسه في أمور يراه فيها الإنسان بالعين الجسديّة. (متى 28: 20 وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.). أنا معكم كل الأيام في الروح. الصوم هو أن ينكر المؤمن نفسه في الجسد فيصوم عن شهوات هذا العالم الّذي يزول، ليأكل مع الرب يسوع في حياة روحيّة. (متى 4: 1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.). صام في البريّة، أي بعيداً عن شهوات العالم. لا يتكلّم الرب يسوع عن أكل الجسد، لأنّها آية روحيّة تتكلّم عن حياة الإنسان في العالم، كما أنّ الرب يسوع هو خبز الحياة الروحيّة، هكذا أيضاً حياة العالم بشهواته هي خبز الحياة الجسديّة الّتي يصوم عنها المؤمن الروحي.
16 لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ.: آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع للمؤمنين به أن يعملوا فقط حسب كلمة الله في العهد الجديد، فلا يعملوا حسب العهد القديم حاذفين منه فرائض لا يعملوا بها لأنّهم يستبدلونها من العهد الجديد. الرقعة من القطعة الجديدة هي الآية من العهد الجديد، والثوب العتيق هو ناموس العهد القديم. أكمل الرب يسوع الناموس وأعطى كل مؤمن به حياة جديده وليس ترقيعاً لناموس العهد القديم (يوحنا 19: 30 فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ). أكمل الرب يسوع ناموس الأعمال ليحرّر كل مؤمن به من عبوديّة الخطيّة، لذلك لا يعمل المؤمن الروحي تحت الناموس، الثوب العتيق، إنّما يعمل تحت النعمة حسب كلمة الرب يسوع في حياة روحيّة جديدة ليس فيها فرائض جسديّة. الصوم عن الأكل الجسدي هو فريضة في العهد القديم لأنّها آية روحيّة تتكلّم عن صوم المؤمن الروحي عن حياة العالم وشهواته ليأكل في الروح مع الرب يسوع في حياة جديدة روحيّة. (رومية 6: 14 فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ.). (متى 26: 26 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، 28لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا).
لماذا استخدم الرب يسوع مثل الثوب العتيق الممزّق؟ لأنّ الإنسان في حياته حسب ناموس العهد القديم ممزّق، لأنه لا يعمل بكل الناموس، لذلك أتى الرب يسوع وأكمل الناموس، ومات وقام ليمنح حياة روحيّة جديدة أبديّة لكل مؤمن به. هذا هو الثوب الجديد.
17 وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعًا».: الخمر الجديدة هو الخلاص الروحي الّذي صنعه الرب يسوع في المؤمن به، وغسل رجليه ليصبح زقاق جديدة يرفض الخطيّة. خلاص روحي في إنسان جديد يرفض الخطيّة. الخمر الجديدة هو العهد الجديد في آية الخلاص الروحي الّذي حوّل فيها الرب يسوع الماء إلى خمر (يوحنا 2: 1) والزقاق الجديدة هي في الآية الّتي غسل فيها الرب يسوع أرجل تلاميذه (يوحنا 13: 7 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». 8قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ».). لا خلاص إن لم يغسل الرب يسوع رجليّ المؤمن به ليرفض الخطية ويطلب البرّ، فيصبح زقاق جديدة فيه خلاص الرب يسوع الّذي لا يتلف إلى الأبد. آية يقول فيها الرب يسوع أنّ الّذي يأخذ خلاصه من الرب يسوع لا يخسره إلى الأبد، لأنّ الرب يسوع لا يجعل الخمر الجديدة في زقاق عتيق فلا يتلف خلاصه إلى الأبد. الخمر الجديدة في الروح الجديدة التي تفرح بخلاص الرب يسوع، والزقاق العتيقة هي حياة الإنسان العتيقة، قبل خلاصه.
18 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِمُهُمْ بِهذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَد لَه قَائِلا: إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا: وفيما الرب يسوع يكلّم المؤمنين الّذين يعملون حسب فرائض العهد القديم ويقول لهم أن يتبعوه مؤمنين به عاملين فقط في الروح حسب العهد الجديد الّذي صنعه ببره ودمه. جاء إليه رئيس من العهد القديم ليصنع منه الرب يسوع آية روحيّة تشهد بالفعل الّذي يدل على كلامه. آمن الرئيس بالرب يسوع فجاء إليه وسجد له ثمّ طلب منه أن يقيم ابنته من الموت بوضع يده عليها. آية روحيّة لقيامة الموتى في الروح فقط حسب كلمة الرب يسوع الروحيّة، لأنّ الرب يسوع بعد مجيئه أبطل الفرائض الجسديّة ليحيا المؤمن معه في الروح، لذلك هذا الرئيس لم يعمل بالفرائض لقيامة ابنته لكنّه أتى إلى الرب يسوع مؤمنا به سيّداً على حياته.
19 فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَه هُوَ وَتَلاَمِيذُه: قام الرب يسوع وأخذ معه تلاميذه وتبع المؤمن إلى بيته ليُقيم ابنته من الموت. آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع أنّه يأتي في الروح مستخدماً تلاميذه والمؤمنين به، إلى بيت كل مؤمن به يطلب الخلاص من الموت الروحي لأهل بيته. (أعمال الرسل 16: 31 «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». 32وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ.).
20 وَإِذَا امْرَأَة نَازِفَة دَم مُنْذ اثْنَتَيْ عَشْرَة سَنَة قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ: آية المرأة النازفة تتكلّم عن حياة الإنسان على الأرض، ينزف حياته وفي النهاية الموت الأبدي. لكن الولادة الجديدة من فوق هي شفاء من هذا المرض ليحيا المؤمن إلى الأبد مع الرب يسوع. جاءت المرأة من ورائه لأنّها آية تتكلم عن المؤمن الّذي لا يرى بعينه وجه الرب يسوع، إنما يراه بإيمانه واثقاً أنّه يشفيه. مسّت هدب ثوبه، أي مسّت الخُيوط المُتدلية من ثوبه، دليل التواضع وقوّة الإيمان.
21 لأنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَه فَقَطْ شُفِيتُ: آية روحيّة فيها قوة إيمان وتواضع، يقول فيها الرب يسوع للإنسان الّذي يطلب منه الشفاء الروحي ألا يأتي إليه ليجربّه إنّما يأتي كالمرأة النازفة بثقة وإيمان (متى 11: 28 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.).
22 فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَ أَبْصَرَهَا، فَقَالَ: ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. فَشُفِيَتِ الْمَرْأَة مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ: آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع أنّه يستجيب للمؤمن به بسبب إيمانه وليس بسبب تكرار كلامه في الطلب. (متى 6: 7 وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.). يلتفت الرب يسوع إلى المؤمن به ليظهر له وجهه فيراه بالعيان في أمور يُظهر فيها الرب يسوع نفسه للمؤمن به، ويدعوه ابناً لأنّها آية روحيّة تتكلّم عن خلاص المؤمن الّذي يشفيه الرب يسوع من نزيف الدم، أي يخلّصه من يد الهاوية، من نزيف النفس المؤدي إلى الموت الأبدي، فيصبح ابنا له في حياة أبديّة معه (تثنية 12: 23 لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ). شفيت المرأة في تلك الساعة لأنّها آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع أنّ الخلاص يتم في حياة الإنسان على الأرض، في تلك الساعة الّتي لمس فيها المؤمن ثوب الرب يسوع البارّ.
23 وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ الرَّئِيسِ، وَنَظَرَ الْمُزَمّرِينَ وَالْجَمْعَ يَضِجُّونَ: المُزمّرون والجمع يضجّون حُزناً وبكاءً على موت الصّبيّة. هكذا يكون لكل من لا يؤمن بالرب يسوع المسيح المُعزي.
24 قَالَ لَهُمْ: تَنَحَّوْا فَإِنَّ الصَّبِيَّةَ لَمْ تَمُتْ لكِنَّهَا نَائِمَة فَضَحِكُوا عَلَيْهِ: آية روحيّة تتكلّم عن نوم الإنسان الروحي في الهاوية لأن له فرصة للخلاص إن قام من نومه الروحي قبل موت الجسد. الموت الروحي على الأرض هو نوم روحي لأنّه يستطيع أن يقوم منه بكلمة الرب يسوع قبل موت الجسد وانتهاء الفرصة في الجحيم الأبدي. النائم في الروح هو الميت في الروح لأنّه لا يستطيع العمل الروحي قبل قيامته. يضحك ويستهزئ كل إنسان لا يعرف الرب يسوع المُخلّص الروحي لحياة أبديّة.
25 فَلَمَّا أُخْرِجَ الْجَمْعُ دَخَلَ وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا، فَقَامَتِ الصَّبِيَّة: يخرج الجمع المُستهزئ من حياة الإنسان ليدخل الرب يسوع ويمسك بيد المحتاج إليه، فيقوم من موته الروحي إلى حياة أبديّة. (يوحنا 11: 25-26 أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ).
26 فَخَرَجَ ذلِكَ الْخَبَرُ إِلَى تِلْكَ الأَرْضِ كُلِهَا: يخرج عمل الرب يسوع الّذي صنعه في المؤمن به ليظهر لكل الّذين يعرفون الإنسان قبل إيمانه وخلاصه. لأنّه يظهر في أعمال الروح الّذي قام من نومه في الإنسان الجديد الّذي أخذ خلاصه بالولادة من فوق من الرب يسوع. (يوحنا 3: 3 الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ).
كل إنسان على الأرض هو روح نائم عن معرفة الله، في الجسد المؤقّت قبل الموت الأبدي. يأتي الرب يسوع ويمسك بيده مستخدماً خدّامه ليقوم من نومه الروحي في حياة روحيّة مع الله. النوم الروحي هو فقط في الجسد على الأرض قبل الموت الأبدي، لأنّه بموت الجسد تنتهي فرصة قيامته ليأتي إلى دينونة أبديّة. بعد قيامته من نومه الروحي ينتشر خبره إلى كل من حوله لأنّه يتغيّر ليسلك طريق الرب يسوع الروحيّ، فيخدم الروح ناكراً الجسد مع الرب يسوع إلى حياة أبدية.
27 وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَه أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ: ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُد: يجتاز الرب يسوع أمام كل من يحتاج إليه مستخدماً تلاميذه والمؤمنين به. آية تتكلّم عن أعمى الروح الّذي يؤمن بالرب يسوع حسب الجسد، حسب النبوّات الّتي تكلّمت عن مجيئه في الجسد إلى بيت إسرائيل من نسل داود. لذلك أعمى الروح يعرف أنّه ابن داود لكنّه يحتاج إلى الرب يسوع ليفتح بصره الروحي ليرى أنّ المسيح هو الرب يسوع ابن الله، فيؤمن به في الروح حسب الآيات الروحيّة، ليس بأعمال جسديّة لأنّها أمثال أرضيّة صنع بها الرب يسوع آيات روحيّة يعمل بها المؤمن الروحي. (كولوسي 2: 16 فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.) (متى 22: 41 وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ 42قَائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ.) لم يستطع أحد أن يجيبه بسبب العمى الروحي الّذي فيهم، لأنّهم في الجسد يعرفون أنّ المسيح يأتي من نسل داود لكنّهم لا يعرفونه في الروح أنّه ابن الله. لم يشفهم الرب يسوع من عمى الروح لأنّهم أتوا إليه ليجرّبوه وليس كما أتى إليه الأعميان بالإيمان ليطلبوا منه الشفاء.
28 وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأعْمَيَانِ: ترك الرب يسوع الأعميان يتبعانه إلى البيت ولم يشفيهما في الطريق ليُظهر إصرارهما، لأنّها آية روحيّة نتعلّم منها الإصرار في طلب الشفاء الروحي للحياة الأبديّة مع الرب يسوع، لأنّ المحتاج يُصرّ في طلبه للوصول إلى حاجته.
فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: أَتُؤْمِنَانِ أَني أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟ قَالا لَه: نَعَمْ، يَاسَيّد: لم يسأل الرب يسوع عن أعمال الأعميين لينظر إن كانا يستحقّا الشفاء، لأنّه سألهما فقط عن إيمانهما به وبقدرته على الشفاء. آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع للّذين يطلبون الشفاء الروحي للحياة الأبديّة معه أنّه بالإيمان فقط يخلص الإنسان وليس بالأعمال، لأنه بالأعمال لا يخلص إنسان. الإيمان بالرب يسوع يغسل الإنسان من نجاسة الخطيّة لخلاصه من دينونة جهنّم، وأيضاً يغسل رجليه ليرفض الخطيّة ولا يذهب إليها برجليه.
29 حِينَئِذ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلا: بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا: شفى الرب يسوع الأعميين بحسب إيمانهما وليس بحسب أعمالهما. يلمس الرب يسوع عينا الأعمى فيرى وجه الرب يسوع الذي لم يكن يقدر أن يراه من قبل. آية روحيّة لشفاء الإنسان من عمى الروح ليرى وجه الرب يسوع على حقيقته الروحيّة وليس بحسب أفكار الإنسان وحكمته البشريّة، فيعمل حسب المكتوب في آيات روحيّة وليس بأعمال ماديّة جسديّة. (يوحنا 6: 63 اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ).
30 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا يَسُوع قَائِلا: انْظُرَا، لا يَعْلَمْ أَحَد: انفتحت اعينهما لأنهما آمنا بالرب يسوع. انتهرهما الرب يسوع وقال انظرا، لأنّه يقول للّذي فتح عينيه بأن يفعل حسب نظرته الجديدة للحياة الروحيّة مع الرب يسوع فلا يعلم أحد بالكلام عمّا فعل الرب يسوع به، لأنّ الطبيعة الجديدة الّتي أخذها من الرب يسوع تشهد بأعمال تدلّ على إيمانه في حياة روحيّة جديدة.
31 وَلكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاه فِي تِلْكَ الأَرْضِ كُلّهَا: أشاعاه في تلك الأرض كلها لفرحهما بما صنع الرب يسوع بهما. لا يسكت المؤمن الّذي يشفيه الرب يسوع لأنّ فرحه بسيّده الّذي خلّصه من ظلمة الموت الأبدي يجعله يتكلّم عنه بلا انقطاع، هذا هو الّذي آمن واعتمد، على خلاف المؤمن الّذي لم يحصل على شفاء من الرب يسوع، لأنّه لم يعتمد بالكلمة الروحيّة، فلا تجد عنده ما يقوله عن محبّته للرب يسوع.
32 وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ، إِذَا إِنْسَان أَخْرَسُ مَجْنُون قَدَّمُوه إِلَيْهِ: في الوقت الّذي خرج فيه الأعميين يبصرا ويبشّرا بما صنع بهما الرب يسوع، قدّموا إليه الأخرس المجنون ليخرج هو أيضاً صحيحاً يتكلّم بما صنع به الرب يسوع. آيات روحيّة ليس الهدف منها شفاء الجسد لكنّها أمثال جسديّة على الأرض تتكلّم عن شفاء الروح لحياة أبديّة سماويّة، لأنّ الرب يسوع هو الطبيب الروحي الوحيد الّذي يشفي من كل مرض روحي لحياة أبديّة. (يوحنا 6: 63 اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ). أخرس الروح هو الّذي لا يتكلّم بما للروح لذلك يحتاج إلى الشفاء من الرب يسوع طبيب الروح. وأيضاً مجنون الروح يحتاج إلى الرب يسوع ليُخرج منه الشياطين الّتي تجعله يرفض الحياة الروحيّة. المجنون في الروح هو الّذي يرفض الحياة الأبديّة ويهتم بما للجسد، لأنّه مجنون كل من يهتم بحياة الجسد الّذي يزول ولا يهتم بالحياة الأبديّة.
33 فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَ: لماذا تتكلّم الآية عن شفاء الأخرس ولم تتكلّم عن شفاء جنونه؟ لأنّها آية روحيّة أخرج فيها الرب يسوع الشيطان من المجنون أخرس الروح ليتكلّم بما للروح والحياة الأبديّة، فلا جنون فيمن يتكلّم حسب كلمة الرب يسوع الّذي شفاه من مرضه. هذا هو الإنسان أخرس الروح الّذي يرفض الحياة الروحيّة الأبديّة، لأنّه مجنون الروح ويحتاج إلى طبيب الروح ليخرج منه الشيطان الأخرس، فيقبل الحياة الأبديّة مع الرب يسوع. تتعجّب الجموع عند رؤية الإنسان الّذي يتغيّر ويقبل الحياة الروحيّة بقوّة مع الرب يسوع، ويتكلّم عنه وعن خلاصه بعد رفضه المجنون للحياة الروحيّة السماويّة.
34 أَمَّا الْفَريسِيُّونَ فَقَالُوا: بِرَئِيس الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ: الفريسيّون هم معلّمو الناموس لكنّهم يعملون بتقاليد الشيوخ، لذلك تعاليمهم خاطئة (متى 15: 1 – 3 حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: 2«لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزًا؟» 3فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ أَيْضًا، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ؟). آية روحيّة تتكلم عن الّذين يؤمنون بالله لكنّهم لا يعملون حسب كلمة الله، لأنّهم لا يعملون فقط حسب المكتوب بقوّة الروح القدس إنّما بفرائض وتقاليد من صنع الإنسان. قالوا أنّه برئيس الشياطين يُخرج الشياطين لأنهم يتكلّمون حسب حكمتهم البشريّة الرافضة للرب يسوع، لأن ليس في المكتوب ما يقول أنّ الشياطين يخرجون الشياطين، لكنّه مكتوب في الآيات الروحيّة أنّ الله فقط هو الّذي يخرج الشياطين. (متى 12: 26 فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟). (متى 12: 28 وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ!).
35 وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَض وَكُلَّ ضُعْف فِي الشَّعْبِ: كان الرب يسوع ولم يزل يطوف ويعلّم بصوت تلاميذه والمؤمنين به. يُعلّم في المجامع لأنّه يعلّم ما للروح، ويكرز ببشارة الملكوت لأنّها للحياة الروحيّة الأبديّة، ويشفي من كل مرض وضعف روحي لحياة أبديّة. يعمل الإنسان في حياة جسديّة نهايتها الموت، لذلك أتى الرب يسوع ليعلّم ما للروح، ويبشرّ بالخلاص للحياة الأبديّة في ملكوت السماوات، فيشفي كل من يؤمن به من أمراضه وضعفه الروحي ليصل إلى الحياة الأبديّة.
36 وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَم لا رَاعِيَ لَهَا: آية روحيّة يقول فيها الرب يسوع أنّه يتحنّن على كل مؤمن يتبعه كخروف، منزعج ومنطرح في الروح لأنّه يحتاج إلى من يرعاه في حياة روحيّة. الرب يسوع هو وحده راعي الخراف الروحي، لأنّ الخراف هم الّذين يأتون إليه بتواضع ومحبّة طالبين الحماية الروحيّة والخلاص الأبدي. هذا هو المؤمن الصحيح الّذي يهتم لحياته الروحيّة مع الرب يسوع.
37 حِينَئِذ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: الْحَصَاد كَثِير وَلكِنَّ الْفَعَلَة قَلِيلُونَ: يقول الرب يسوع لتلاميذه أنّ الّذين يريدون الخلاص كثيرون لكن الّذين يخدمون الكلمة لخلاص النفوس قليلون.
38 فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَة إِلَى حَصَادِهِ: الحصاد في الروح هو جمع المؤمنين إلى ملكوت السماوات باستخدام كلمة الرب. الفعلة هم المؤمنون بالرب يسوع الّذين يجمعون باسمه كل إنسان يطلب الخلاص. ورب الحصاد هو الآب السماوي الذي يُرسل خدّامه لخلاص النفوس. اطلبوا من الرب أن يرسلكم لخدمة الكلمة الروحيّة. (أفسس 4: 11 وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، 12لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ). الحصاد هو فتح باب ملكوت السماوات لكل من يطلب الخلاص الروحي حسب المكتوب، فيدخل إلى حياة أبدية مع الرب يسوع ولا يُحرق مع التبن (متى 3: 12 الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».).
باسم الآب السماوي، والابن، الرب يسوع المسيح، وقوة الروح القدس، الإله الواحد آمين.
تفسير شادي داود