تفسير إنجيل مَتَّى
الأصحَاحُ الرَّابعُ
1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ، انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ، 14لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 15«أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ. 16الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». 17مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».
18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.
23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب. 24فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ سُورِيَّةَ. فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ، فَشَفَاهُمْ. 25فَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْعَشْرِ الْمُدُنِ وَأُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ.
1 ثُمَّ أُصْعِد يَسُوعُ إِلَى الْبَريَّةِ مِنَ الرُّوح لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ: لماذا أُصعد الرب يسوع إلى البرّية وليس صعد الرب يسوع بنفسه؟ لأنّ الرب يسوع لم يدخل بإرادته إلى التجربة لكنّه أُصعد من الروح القدس، لأنّه روح الله الّذي أصعد ابن الإنسان ليُجرَّب من إبليس لإظهار برّه كإنسان عل الأرض بالتجربة وليس فقط بالكلام.
أُصعد الرب يسوع وليس صعد بإرادته، لأنّها آية يقول فيها ألا يذهب المؤمن إلى التجربة بإرادته ظانّاً أنّه لا يسقط (لوقا 11: 4 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ) الّذي يصلّي هكذا لا يذهب إلى التجربة بنفسه. لكن إن أتت التجربة عليه يحاربها كما حارب الرب يسوع في كل التجارب بقوله مكتوب. يحارب المؤمن الخطيّة بحسب المكتوب وقوّة محبّته للرب يسوع.
البرّيّة هي حياة المؤمن خارج العالم وشهواته. هو في العالم لكنّه ليس من العالم الأرضي الّذي يطلب ما للجسد الّذي يزول، بل يطلب ما للروح والحياة الأبديّة.
سمح الله لإبليس أن يُجرّب الرب يسوع ابن الإنسان، ليُظهر قدرته كإنسان على رفضه للخطيّة رغم كل الإغراءات الّتي يمنحها إبليس لفعل الخطيّة. فيتعلّم منه المؤمن كيف يقاوم إبليس.
2 فَبَعْد مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أخيراً: لا يستطيع الإنسان أن يعيش من دون أن يأكل أكثر من أربعين نهاراً وأربعين ليلة. جاع أخيراً أي وصل إلى حالة الموت من الجوع.
3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَربُ وَقَالَ لَه: تقدّم إبليس المجرّب إلى الرب يسوع ليجرّبه وهو في أصعب حالاته، في البرّية لا يملك شيء، وليس له ما يأكل أهم ما يحتاجه الإنسان لحياته.
إِنْ كُنْتَ ابْنَ الله فَقُلْ أَن تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَة خُبْزًا: يحاول إبليس أن يزرع روح الشك في نفس المؤمن بقوله إن كنت ابن الله. والهدف ابعاد المؤمن عن إيمانه بالرب يسوع طريق الحقّ للحياة الأبديّة بالإيمان. الّذي يسقط في هذه التجربة هو الّذي يؤمن لكن لا يعمل فقط حسب المكتوب، إنّما يؤمن ويعمل حسب أفكاره وحكمته البشريّة فيسقط عند التجربة الروحيّة. المثل على ذلك عندما سقط بطرس بسبب خوفه فأنكر إيمانه ومعرفته بالرب يسوع. وأيضاً كثيرون يشكّون عندما لا يستجيب الرب لصلواتهم فيقولون في أنفسهم أنّه غير موجود. لكن حقيقة المؤمن الّذي لا تُستجاب صلاته، هي أنّه لا يصلّي في الروح حسب المكتوب، وليس لأنّ الرب لا يريد أن يستجيب، أو لأنّه غير موجود كما يزرع ابليس فكر الشّك في المؤمنين الّذين لا يعملون في الروح فقط حسب المكتوب، كما انتصر الرب يسوع على التجربة، بقوله: "مكتوب".
4 فَأجَابَ وَقَالَ: مَكْتُوب: يقول الرب يسوع: "مكتوب" لينتصر على ابليس في التجربة. هكذا أيضاً يقول المؤمن الّذي يتبع الرب يسوع، لأنّه يعمل ويعتمد طريق الرب يسوع، وليس طريق أفكاره وحكمته المحدودة فيسقط عند التجربة. لذلك يعمل المؤمن فقط بالمكتوب الّذي قاله وعمل به الرب يسوع.
لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَه يَحْيَا الإِنْسَانُ: انتصر الرب يسوع على ابليس والخطيّة في أوّل تجربة، وهي تجربة الحاجة الجسديّة. رفض الرب يسوع الخطيّة حتّى الموت، موت الجسد، لذلك لا تبرير لفعل الخطيّة. الّذي يرفض كلمة الله ليربح الحياة الجسديّة، يموت في الروح بعد موت الجسد، أي يأتي إلى دينونة ويلقى في جهنّم إلى الأبد، لذلك قال الرب يسوع ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. لماذا قال "وحده"؟ لأنّ الخبز الجسدي هو حاجة مؤقّتة في حياة الإنسان على الأرض إلى اليوم الّذي يأخذ فيه الحياة الروحيّة الأبديّة، يحتاجه الإنسان ليأخذ حياة أبديّة في الإيمان قبل موت الجسد.
يقول الرب يسوع في هذه الآية للمؤمنين به أن لا يهتمّوا بما للجسد بل فقط بما للروح، فلا يخسر الإنسان حياته الروحيّة الأبديّة بسبب ما يطلبه الجسد الّذي يزول.
بَلْ بِكُل كَلِمَة تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الله: يحيا الإنسان حياة أبديّة فقط بأكله في الروح لكل كلمة قالها الرب. كما أنّ الخبز الجسدي يمنح حياة جسديّة لكنّها تزول، هكذا يمنح الخبز الروحي، كلمة الله، الحياة الروحيّة الأبديّة. لماذا قال كلمة: "بل"؟ لأنّه يقول أنّ الخبز الجسدي لا يمنح حياة روحيّة أبديّة، بل فقط كلمة الله خبز الروح للحياة الروحيّة الأبديّة.
هذه التجربة هي تجربة الحاجة الجسدية. فهي تجربة اختيار إمّا للحياة الجسدية أم للحياة الروحيّة، فمن اختار الخطيّة طريق الشرّ مع ابليس ليحيا بالجسد في هذا العالم، يحكم على نفسه بالموت الروحي إلى الأبد. ومن اختار كلمة الله طريق الحقّ في حياة روحيّة يأخذ الحياة الأبدية.
آية صنعها الرب يسوع بنفسه ليقول أن لا تبرير لعمل الخطيّة، لذلك كل مؤمن يبرّر خطيّته بأعذار الحاجة والضرورة الجسديّة، يعترف أنّ إيمانه باطل بالرب يسوع ابن الإنسان الّذي غلب الخطيّة رغم حاجته للخبز.
5 أَخَذَه إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَه عَلَى جَنَاح الْهَيْكَلِ: التجربة الثانية هي التجربة الروحيّة لمعرفة كلمة الرب وقوّة الإيمان بها والعمل فقط حسب المكتوب، لذلك هي في المدينة المقدّسة على جناح الهيكل، والّتي قال فيها إبليس كلمة "مكتوب". التجربة للكلمة الروحيّة الّتي في المؤمن، فيثبت إيمانه أو يسقط أمام المجرّب الّذي يحاول ابعاد المؤمن عن طريق الحقّ السماوي الّذي في المكتوب بقوله مكتوب لكن بغير الحقّ الروحي الّذي في المكتوب.
6 إِنْ كُنْتَ ابْنَ الله: يجرّب إبليس أولاد الله، لأنّه لا يحتاج أن يُجرّب غير المؤمن. لذلك يحاول إبليس في التجربة زرع روح الشك في أولاد الله وهم المؤمنون بالرب يسوع كلمة الله، لأنّ الإيمان فقط بالرب يسوع يمنح الإنسان ان يصير من أولاد الله (يوحنا 1: 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.).
فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ: المثل الجسدي هو أن يطرح نفسه عن جناح الهيكل ليهلك الجسد، والآية الروحيّة منه هو أن يطرح نفسه ليهلك الروح. اطرح نفسك إلى أسفل في الروح هو أن تفعل ما يمكن أن يُهلك الروح، وهو فعل الخطيّة عن عمد بقولك أنّ الله يغفر الخطايا لأولاده. (مرقس 16: 18 يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ) إن شربوا، وليس اشربوه عن عمد. يمكن للمؤمن في حياته الروحيّة أن يشرب شيئاً مميتاً، أي أن يفعل الخطيّة، سمّ الحياة الروحيّة، فلا يضرّه لأنّ الرب يسوع هو ضامن الحياة الأبديّة، ليس الّذي يفعلها بإرادة وإصرار، لكن إن سقط فيها وهو في طريقه وليس ذاهباً إليها عن عمد. من يطرح نفسه يكون هو المسؤول عن هذا الفعل.
لأَنَّه مَكْتُوب: التجربة الروحيّة هي على المؤمن بكلمة الله، لذلك يقول إبليس "مكتوب". فهو يحاول إسقاط المؤمن بما هو مكتوب، أي بما يقوله الله في الكتاب المقدس. يمكن للمؤمن أن يسقط في التجربة الروحيّة إن كان لا يعرف المكتوب، أو يعرف جزء من المكتوب وليس كل المكتوب، المكتوب والمكتوب أيضاً، أو لا يفهم المكتوب في حياة روحيّة، فيسقط عند التجربة. لذلك يقرأ المؤمن الروحي كلمة الله ويأتي إلى المعلّمين ليفهم الكلمة الروحيّة فلا يسقط في التجربة.
أنَّه يُوصِي مَلاَئِكَتَه بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لا تَصْدِمَ بِحَجَر رِجْلك: يقول إبليس ما هو مكتوب، هل هذا يعني أنّه يقول الحقّ؟ الحقّ هو في الكلمة بمعناها الحقيقي وليس حسب فهم الناس، لذلك وضع الله معلّمين هو اختارهم لتفسير الكلمة، لأنّها آيات روحيّة مرتبطة بعضها ببعض لا تناقض فيها. لذلك ابليس لا يقول الحقّ الّذي في المكتوب لأنّه يُزيّف مدلوله الحقيقي. ليس كل من يقول مكتوب هو من الله، لأنّ ابليس أيضاً يقول مكتوب لكن بهدف إسقاط المؤمن وليس لخلاصه، فيبعده عن الرب يسوع الّذي لا يستجيب لصلاته، لأنّه يصلّي حسب فهمه الخاطئ وليس حسب كلمة الله بمعناها الروحي. المؤمن الّذي يسقط في هذه التجربة هو الّذي لا يقرأ الإنجيل أو لا يأتي إلى خدّام الكلمة الروحيّة، المعلّمين الّذين اختارهم الرب يسوع لخدمة المؤمنين، ليفهموا كلمة الله الروحيّة فيعملوا حسب الروح وليس حسب الجسد. كما يأتي الإنسان إلى المدرسة ليتعلّم ما ينفعه في حياته العملّية في الجسد، هكذا أيضاً يأتي المؤمن إلى مدرسة الحياة الروحيّة لأنّه يطلب حياة أبديّة. يعمل ابليس من خلال أنبياء ومعلّمين كذبة على إبعاد المؤمن في تحريف المكتوب، حتّى ولو بتغيير حرف واحد من كلمة الله أمام الّذي لا يقرأ المكتوب ليتحقّق بنفسه من الّذي يُقال، أو في التفسير الخاطئ لآيات الإنجيل الروحيّة للحياة الأبديّة، مُستخدمين المكتوب لشفاء الجسد وليس الروح، وأيضاً لحاجات الإنسان في عالم يزول وليس لحاجات الروح لحياة أبديّة. لا يسقط المؤمن الّذي اعتمد بالكلمة الروحيّة وأخذ الخلاص بالولادة من الروح بالرب يسوع البارّ الّذي انتصر على التجارب، لأنه في الروح يعمل بكل ما هو مكتوب، حتّى وإن أخطأ التصرّف في الجسد. لذلك يعرف المؤمن الروحي أن هذا المكتوب الّذي يقوله ابليس هو للّذي لا يطرح نفسه بإرادته، لكن إبليس يخفي هذه الحقيقة بتحريفه للمكتوب فيقول "اطرح نفسك إلى أسفل".
7 قال له يسوع: مَكْتُوب أَيْضًا: ما هو المكتوب؟ المكتوب هو كلمة الله في المكتوب بقوّة الروح القدس بقلم إنسان (تيموثاوس الثانية 3: 16 كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.). أجاب الرب يسوع بما هو مكتوب أيضاً، لأنّ كلمة الله هي كلمة واحدة مرتبطة بعضها ببعض فلا يمكن أن نأخذ آية ونترك أخرى. يجب على المؤمن الّذي يقاوم التجارب أن يعرف المكتوب فيقول هو أيضاً للمجرّب الذي يحاول أن يخدعه بمعرفة خاطئة لكلمة الله، أنّه مكتوب أيضاً، لتكون الكلمة كاملة في حياة المؤمن فلا يسقط. لا خوف على المؤمن الّذي اعتمد في الروح وأخذ الخلاص بروح الرب يسوع، لأنّ الرب يسوع انتصر على التجارب ومنح انتصاره لكل مؤمن يسكن فيه بالروح القدس.
لا تُجَرب الرَّبَّ إِلهَكَ: لا تجرّب الرب إلهك الّذي يحميك من الشرّ، فلا تذهب بنفسك إلى الشرّ أو شبه الشرّ ظاناً أنّه يحميك. يحمي الرب يسوع المؤمن به في الروح من ابليس وشرّ الخطيّة لأنّ فيها موت الروح إلى الأبد، لذلك لا يمكن للمؤمن أن يأتي إلى الشرّ بنفسه ويطلب من الرب أن يُبعد عنه كل شرّ، يُنجّي الرب يسوع المؤمن به من الشرّ الّذي يأتي عليه وليس الّذي يذهب إليه بنفسه.
كيف يُكلّم إبليس المؤمنين بالرب محاولاً اسقاطهم في التجارب؟ يكلّمهم من خلال الإنسان الّذي يسمح له باستخدامه للشرّ. كما كلّم الله شعبه بموسى والأنبياء ويكلّم المؤمنين به مستخدماً خدّامه، رسل، أنبياء، مبشّرين، رعاة ومعلّمين (أفسس 4: 11) هكذا يفعل ابليس مستخدماً غير المؤمنين وأيضاً الغير عاملين بكلمة الله الروحيّة.
يعلّمنا الرب يسوع في هذه التجربة أنّ إبليس المُجرب يمكن له أن يستخدم المكتوب لكن بمعنى خاطئ لإسقاط المؤمن، كالعجائب الجسديّة كما هو مكتوب، لكنّ الحقيقة هي آيات روحيّة لشفاء الروح وليس الجسد الّذي يزول. فيُبعد المؤمن عن حياته الروحيّة للحياة الأبديّة لينشغل في حياته الجسديّة فيموت في الروح إلى الأبد. بالمكتوب، والمكتوب أيضاً، يستطيع المؤمن أن يهزم إبليس. (يوحنا 5: 39 فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.) لكم فيها حياة أبديّة وليس جسديّة.
8 ثُمَّ أَخَذَه أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا وَأَرَاه جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا: تجربة اختيار الحياة الروحيّة مع الرب أم الحياة الأرضيّة وشهوات العالم. الصعود إلى جبل عال هو الوصول إلى مجد الحياة الأرضيّة في عالم الشهوات. ابليس يأخذ المؤمن إلى جبل عال، أي يضع أمامه فرصة للحصول على شهوات في هذا العالم بطرق غير صالحة، لأنّ ابليس لا يعمل على محبّة الإنسان إنّما يحاول بالتجربة إسقاط المؤمن في الروح بإظهار المحبّة المزيّفة لأنّها بأمور أرضيّة مؤقّتة تزول، يظنّ الإنسان أن فيها حياة أفضل لكنّها في الحقيقة هي لموت الروح إلى الأبد، فيضع أمامه فرصة للربح الأرضي بهدف إبعاده عن الرب يسوع الوحيد الّذي يمنح الحياة الأبديّة. الغنى، الشهرة والسلطان هي من شهوات هذا العالم الّتي يطلبها الغير ناظر إلى الحياة الأبديّة. (متى 16: 26 لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟).
9 أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي: كيف يعرف المؤمن إن كان العطاء من الله ام من ابليس؟ إن كان من الله فيكون بحسب كلمة الله للحياة الروحيّة، وإن كان فيه ما يخالف كلمة الله فهو من ابليس. الّذي يسقط إيمانه في هذه التجربة فيسجد لإبليس، هو الّذي يُستعبد لشهوات هذا العالم ناكراً كلمة الله في نفسه مبرّراً أعماله حسب حكمته. (متى 11: 19 وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا) هكذا يسقط المؤمن في التجربة ويسجد لإبليس لأنّ إبليس هو إله هذا الدّهر الّذي له سلطان الموت الروحي على كل من يخضع لإرادته في شهوات هذا الدّهر. (العبرانيين 2: 14 فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ).
10 حِينَئِذ قَالَ لَه يَسُوعُ: اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّه مَكْتُوب: قاوم الرب يسوع إبليس بالمكتوب في كل التجارب لأنّه لا يعمل بغير المكتوب. آية يقول فيها الرب يسوع للمؤمنين به أن يعملوا فقط حسب المكتوب كلمة الله السماويّة، وليس حسب حكمة الإنسان الأرضيّة لأنّها حكمة جسديّة لا تصلح لمقاومة ابليس في الروح.
لِلرَّبِ إِلهِكَ تَسْجُد وَإِيَّاه وَحْدَه تَعْبُد: السجود لإبليس يتمّ بفعل الخطيّة للرّبح المادّي الّذي يزول بموت الجسد. أمّا السجود للربّ الإله فيتمّ بالعمل فقط حسب المكتوب للحياة السماويّة الأبديّة. يسجد المؤمن فقط للرب يسوع، الإله وابن الإنسان، الوحيد الّذي دفع عنه ثمن الخطيّة ليمنحه حياة أبديّة. لا يسجد لإبليس بفعل الخطيّة ومحبّة العالم بماله وسلطانه وشهواته الّتي تزول.
11 ثُمَّ تَرَكَه إِبْلِيس وَإِذَا مَلاَئِكَة قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُه: حاول ابليس في حربه ضدّ الإنسان اسقاط الرب يسوع بكل التجارب الّتي يمكن للمؤمن أن يُجرّب فيها، لكنّه لم ينجح لأنّ الرب يسوع ابن الإنسان حاربه بالمكتوب، لذلك تركه ابليس. انتصر الرب يسوع ابن الإنسان على الخطيّة والشهوات لينتصر معه كل إنسان يؤمن ويعتمد باسم الرب يسوع، أي يؤمن ويعمل بكلمة الرب يسوع البارّ فيرفض الخطيّة والحياة الجسديّة ويعمل فقط للحياة الروحيّة الأبديّة. فيرسل له الرب ملائكة لتخدمه في حياته الروحيّة، لأنّه انتصر على الخطيّة بإيمانه الروحي. آية تتكلّم عن ملائكة الرب على الأرض، فهم القدّيسين، أي المؤمنين الّذين أخذوا الخلاص ببرّ ودم الرب يسوع، الّذين يأتون إلى المؤمنين لخدمتهم في حياتهم الروحيّة. يوحنّا المعمدان هو واحد من ملائكة الرب لأنّه مؤمن أخذ الخلاص بالروح (متى 11: 10 فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.).
لماذا جُرّب الرب يسوع؟ جُرّب الرب يسوع ابن الإنسان في الجسد من أجل المؤمنين به الّذين في الجسد، ليُكمل كل برّ ظاهراً بأعماله كإنسان، منتصراً على الخطيّة ببرّ أعماله، ليمنح برّ الأعمال لكل مؤمن بارّ بالإيمان. (العبرانيين 2: 18 أَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.) لم يستطع الإنسان أن يدخل ملكوت الله ببرّ أعماله، لذلك أتى الرب يسوع وصنع البرّ بانتصاره على الخطيّة في كل التجارب الّتي يمكن أن تأتي على الإنسان، فيمنح من برّ أعماله ليدخل ملكوت السماوات كل مؤمن يعتمد طريق الرب في حياة روحيّة.
انتصر الرب يسوع ابن الإنسان على هذه التجارب الثلاثة وهي كل أنواع التجارب التي يمكن أن يدخل فيها المؤمن.
أوّلاً تجربة الحاجة الجسدية، وأصعبها الحاجة إلى الخبز.
ثانياً التجربة الروحية وهي ثقة المؤمن بكلمة الله وقوّة إيمانه به.
ثالثاً تجربة اختيار المؤمن للربّ والسجود له في حياة روحيّة بالإيمان، ورفضه للعالم الجسدي بكل ما فيه من مجد أرضي يزول.
12 ولمَّ سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ، انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ.: أُسلم يوحنا لأنه يكرز عن اقتراب ملكوت السماوات بمجيء الرب يسوع المخلّص. لذلك انصرف الرب يسوع إلى الجليل وترك الناصرة، لأنّ الرب يسوع ينصرف عن الّذي يرفض كلمة الله.
13 وَتَرَكَ النَّاصِرَة: يفعل الرب يسوع ما يقول، ليكون فعله آية يُكلّم بها المؤمنين به فيعملوا حسب قوله وفعله. ترك الناصرة، أي ترك الّذين رفضوا الكلمة المرسلة مع يوحنّا. آية تكلّم المؤمنين المبشّرين بخلاص الرب يسوع، يقول لهم فيها أن ينصرفوا عن الّذين يرفضون الكلمة. (متى 10: 14 وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ.).
وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ: إن رُفض المؤمن وهو في خدمته لكلمة الرب يترك مكانه ويأتي إلى آخر، لأنّه لا يتوقّف عن خدمة الكلمة بسبب رفض الّذين لا يبحثون عن الحياة الأبديّة، فإن رُفض من إنسان يأتي إلى آخر.
14 لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: (إشعياء 9: 1-2) ما قيل بإشعياء النبيّ، أي ما قاله الرب مستخدماً إشعياء. هو نبيّ لأنّها نبوّة تتكلّم عن مجيء الرب يسوع المخلّص الوحيد للحياة الأبديّة، فيتبعه كل إنسان يبحث عن الحق السماوي لأنّه هو الّذي تمّم النبوّات الّتي تكلّمت عن مجيئه، فيرفض المسحاء الكذبة.
15«أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ: نبوّات كثيرة تمّت بمجيء الرب يسوع، وهذا فقط من أجل الإنسان الّذي يبحث عن خلاصه الروحي للحياة الأبديّة بالرب يسوع المخلّص الوحيد. فلا يُخدع من إبليس في أنبياء ومسحاء كذبة.
16 الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَة أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا: الشعب الجالس في ظلمة نفسه لذلك لم يقل الجالس في الظلمة، لأنّ الظلمة ليست في العالم إنّما في قلب الإنسان، لأن النور جاء إلى العالم من أجل كل إنسان لكنّه دخل إلى الّذين قبلوه وفتحوا الباب. الأعمى في الروح هو الجالس في ظلمة الروح. أتى الرب يسوع ليشفي الأعمى الجالس في ظلمته فيبصر الحقّ السماوي والحياة الأبديّة في الروح. يعمل الرب يسوع مستخدماً رسل ومعلّمين ليشفي كل إنسان يطلب منه الشفاء الروحي. (متى 10: 1 ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ.).
وَالْجَالِسُون فِي كُورَة الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ: كورة الموت هي أرض الأحياء في الجسد لكنّهم أموات في الروح، لذلك هي كورة الموت الروحي على الأرض وظلال الموت الأبدي. كورة الموت وظلاله لأنّها ما قبل الموت الأبدي، لأنّ الفرصة مفتوحة أمام الإنسان على الأرض ليقوم من موته الروحي ويأخذ حياة أبديّة قبل موت الجسد.
أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُور: أشرق عليهم نور الرب يسوع المسيح، نور الحياة الروحيّة. الظلام هو الموت الروحي، والنور هو الحياة الأبديّة بالرب يسوع. من يطلب الحياة يأتي إلى الرب يسوع في الإنجيل كلمة الله وفي المعلّمين الّذين يتكلّمون فقط حسب المكتوب، طالباً من الرب يسوع أن يبصر النور السماوي في الروح فيخرج من ظلمته ويعمل بالكلمة الروحيّة ويأخذ الحياة الأبديّة.
17 منْ ذلِكَ الزَّمَانِ: من ذلك الزمان وليس في ذلك الزمان، لأنّ الرب يسوع مازال يكرز، من ذلك الزمان حتى الآن وإلى نهاية العالم. يكرز الرب يسوع بصوت خدّامه كل واحدٍ حسب وزناته.
ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: تُوبُوا لأَنَّه قد اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ: آية تكلّم فيها الرب يسوع عن دخول ملكوت السماوات بالتوبة عن الخطيّة ورفضها في حياة روحيّة سماويّة. هذه هي الكرازة الّتي بدأ بها الرب يسوع، لذلك هكذا يبدأ كل خادم لكلمة الرب في الكرازة لكل إنسان يبحث عن الحقّ السماوي. اقترب ملكوت السماوات بمجيء الرب يسوع الملك السماوي على حياة كل مؤمن يعمل بالكلمة الروحيّة السماويّة وليس بعادات وتقاليد جسديّة لا تصلح للحياة الروحيّة، لأنّ ملكوت السماوات روحي وقريب من كل إنسان يطلب الحياة الروحيّة.
18 وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْد بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ.: الرب يسوع كان ماشياً يجمع تلاميذه، ولا يزال يمشي يجمع تلاميذه بالروح القدس. (كورنثوس الأولى 12: 28 فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.). البحر هو العالم، وصيد السمك هو صيد المعيشة للجسد، أي العمل من أجل احتياجات الجسد في العالم. (متى 17: 27 وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) اصطياد السمك هو العمل الجسدي لسدّ احتياجات الحياة الجسديّة.
19 فقَال لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأجْعَلُكُمَا صَيَّادَي النَّاسِ: قال الرب يسوع لسمعان بطرس وأندراوس أن يتبعاه ليجعلهما صيادي الناس، ليعملا للحياة الروحيّة خدّاماً للكلمة السماويّة، لخلاص الناس بخروجهم من العالم الجسدي ودخول ملكوت السماوات في الروح. اصطياد السمك هو العمل لاحتياجات الجسد واصطياد الناس مع الرب يسوع هو العمل لاحتياجات الروح لحياة روحيّة أبديّة.
20 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشبَاكَ وَتَبِعَاه: من يطلبه الرب يسوع للخدمة الروحيّة، يترك كل شيء في الحال، حتى عمله مصدر معيشة جسده، ويتبع الرب يسوع مصدر الحياة الروحيّة الأبديّة. المؤمن الّذي يتبع الرب يسوع لا يخاف لأنّ الرب يسوع يهتمّ به وبكل احتياجاته (لوقا 12: 29 فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا، 30فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ. 31بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.)
21 ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.: هما أيضاً صيادين يصلحان شباكهما. دعاهما الرب ليتركا صيد السمك، مصدر حياة الجسد ويتبعاه لصيد الناس من عالم الموت ليدخلوا سفينة النجاة فلا يأتوا إلى دينونة بل إلى حياة روحيّة أبديّة. الرب يسوع هو الّذي يختار تلاميذه لخدمة الكلمة.
22 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَة وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاه: تركا عملهما وأيضاً أباهما، لأنّ من يطلبه الرب يسوع لخدمة الكلمة يترك كل شيء ويتبعه. يترك عمله أهم ما يحتاجه الإنسان ليحيا في الجسد على الأرض، ويترك أباه سبب وجوده في الجسد على الأرض، ليتبع أباه الروحي سبب حياته الأبديّة في الروح. يترك المؤمن أغلى ما له ويتبع الرب يسوع (مرقس 10: 21 بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ).
لماذا السمك ولماذا أباهما: في الجسد، الأب على الأرض هو سبب وجود حياة الإنسان، والسمك هو مصدر استمرار الحياة. في الروح، الرب يسوع بدمه، أي بموته من أجل الخطاة هو مصدر الحياة الروحيّة، وبجسده، أي بإكماله للبرّ هو مصدر استمرار الحياة، خبز الحياة الروحيّة بجسد الرب يسوع البارّ بأعماله (متى 26: 26 أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي»). لذلك يترك المؤمن كل شيء ويتبع الرب يسوع ليدخل الحياة الأبديّة معه بعد موت الجسد الّذي يزول، فلا يأت إلى دينونة الموت الروحي الأبدي.
الرب يسوع يمشي ويجمع تلاميذه، ولا يزال يجمع حتى الآن. كل من يختاره الرب يسوع لخدمة الكلمة يترك في الحال كل ما له ويتبعه. (متى 10: 37 مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، 38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. 39مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.)
23 وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، ويكرز ببشارة الملكوت، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَض وَكُلَّ ضَعْف فِي الشَّعْب: كان الرب يسوع يطوف ومازال يطوف يُعَلّم مستخدماً خدّامه الّذين اختارهم لخدمة الكلمة (مرقس 16: 20 وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ.) يطوف كلّ الجليل لأنّه يبدأ أوّلاً في خدمة أهل بيته لأنّه من الجليل ثمّ إلى الأمم (لوقا 1: 26 وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.).
يكرز ببشارة الملكوت، وهي بشارة الفرح والمحبّة والسلام الروحي في حياة أبديّة مع الرب يسوع.
ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب، يصنع آيات روحيّة لشفاء كل مرض وكل ضعف روحي في كل إنسان يؤمن ويعترف بمرضه الروحي ويطلب منه الشفاء. يشفي كل مرض وضعف روحي، ليبصر الأعمى في الروح فيرى الحياة الأبديّة في عمل الرب يسوع من أجله، والأصم يسمع في الروح فيفهم ويقبل كلمة الرب، والضعيف الإيمان يمنحه الرب يسوع قوة من روحه فيثبت في إيمانه دون خوف.
24 فَذَاعَ خَبَرُه فِي جَمِيع سُورِيَّة. فَأحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأمْرَاض وَأَوْجَاع مُخْتَلِفَة، وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ، فَشَفَاهُمْ: انتشر خبر الرب يسوع فأتوا إليه من الأمم، ليس فقط من اليهوديّة لأنّ كلمة الرب لجميع الّذين يأتون إليه معترفين بأمراضهم الروحيّة طالبين الشفاء. ذاع خبر الرب يسوع لأنّه يكرز ببشارة ملكوت السماوات للحياة الروحيّة الأبديّة، لذلك الشفاء الّذي صنعه الرب يسوع هو آيات روحيّة لشفاء الروح ودخول الصحيح إلى ملكوت السماوات، لأنّ المريض في الروح لا يدخل ملكوت السماوات. لذلك يحتاج الإنسان الّذي يطلب ملكوت السماوات إلى الإيمان بالرب يسوع الطبيب الروحي الوحيد الّذي يشفي من كل مرض روحي، ويُقيم الموتى في الروح إلى حياة أبديّة في ملكوت السماوات.
مَن الّذي يأتي بالمريض إلى الرب يسوع وكيف يأتي به؟ المؤمن هو الّذي يأتي بالمريض الروحي إلى الرب يسوع لأنّ الّذي لا يؤمن بالرب يسوع هو يحتاج أن يأتي إليه أوّلاً لشفاء نفسه ثمّ يأتي بغيره. كما يأتي الإنسان بمريض الجسد إلى طبيب الجسد لأنّه يثق به وبقدرته على الشفاء، هكذا يأتي المؤمن بالمريض الروحي إلى الرب يسوع لشفاء الروح. المريض الروحي الّذي يطلب الشفاء هو الّذي يعترف في نفسه أنّه مريض روحي ويحتاج إلى شفاء، لأنّ غير المريض لا يأت مع المؤمن إلى الرب يسوع لأنّه يرى في نفسه أنّه يُبصر وليس فيه مرض، فلا يرى حاجته للرب يسوع الطبيب الشافي من كل مرض روحي. نأتي بالمريض إلى الرب يسوع من خلال كلمة الرب الّتي نقدّمها لكل محتاج يريد أن يسمع، فإن فتح الباب مُعتمداً بماء الكلمة فقط حسب المكتوب، يدخل إليه الرب يسوع ويمنحه الشفاء الروحي وأيضاً حياة أبديّة. (رؤيا 3: 20 هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.).
أتى الرب يسوع في الجسد على الأرض ليصنع آيات روحيّة لشفاء الروح والهدف حياة أبديّة، وليس لشفاء الجسد ثمّ الموت. لذلك كل مرض شفاه الرب يسوع في الجسد على الأرض هو آية روحيّة في مثل أرضي صنعه الرب يسوع لشفاء الروح، للمؤمنين في الروح والهدف حياة أبديّة. كما فسّر الرب يسوع مثل الزارع هكذا يكون تفسير كل آية سماويّة صنعها الرب يسوع في المثل الأرضي. (يوحنّا 4: 48 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ» 49قَالَ لَهُ خَادِمُ الْمَلِكِ: «يَا سَيِّدُ، انْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ابْنِي». 50قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ». فَآمَنَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ. 51وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ اسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ». 52فَاسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى، فَقَالُوا لَهُ: «أَمْسِ فِي السَّاعَةِ السَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ الْحُمَّى». 53فَفَهِمَ الأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ: «إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ». فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ. 54هذِهِ أَيْضًا آيَةٌ ثَانِيَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ لَمَّا جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ.) يصنع الرب يسوع آيات روحيّة في عجائب جسديّة.
المجانين هم المساكين في الروح الّذين لا يعرفون ماذا يفعلون لذلك يشفيهم الرب يسوع دون أن يطلبوا منه ويمنحهم الحياة الأبديّة (متى 11: 5 اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».)
المصروع هو الّذي يصرعه روح نجس، هو المستعبد للخطيّة، فلا إرادة له ولا قدرة على طرده ليتوب عن الخطيّة ويعمل حسب المكتوب. يشفي الرب يسوع المصروعين من عبوديّة الخطيّة ليتحرّروا من تصلّتها عليهم، فيتوبوا عنها ويعملوا بالكلمة الروحيّة للحياة الأبديّة، رافضين الخطيّة وشهوات الحياة الجسديّة بكل ما فيها من مكاسب تزول. يحرّر الرب يسوع من عبوديّة الخطيّة كل إنسان يأتي إليه رافضاً للخطيّة مؤمناً بموته وقيامته. (مرقس 1: 25 فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اخْرَسْ! وَاخْرُجْ مِنْهُ!» 26فَصَرَعَهُ الرُّوحُ النَّجِسُ وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ.).
المفلوج في الجسد هو الّذي يريد أن يتحرّك لكنّه لا يستطيع، لذلك المفلوج في الروح هو المؤمن الّذي لا يعمل بالمكتوب لأنّه مفلوج بعادات وتقاليد الناس. يشفي الرب يسوع المفلوج في الروح ليتحرّر من عادات وتقاليد صنعها الإنسان باسم الإيمان بالله، لكنّها غير صحيحة لأنّ الله لم يطلب عادات وتقاليد في حياة روحيّة، لذلك هي أعمال ليست من المكتوب، لذلك الإنسان الّذي يعمل بها هو مفلوج في الروح بسببها ويحتاج إلى شفاء الرب يسوع، ليترك العادات والتقاليد فيعمل بالروح فقط حسب المكتوب. (كولوسي 2: 16 فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.) (كولوسي 2: 20 إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21«لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ!» 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.).
25 فَتَبِعَتْه جُمُوع كَثِيرَة مِنَ الْجَلِيلِ وَالْعَشْرِ الْمُدُن وَأُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ عَبْرِ الأرْدُن: تبعته جموع كثيرة لأنّهم آمنوا بعمله من أجلهم، فتبعوه كل حين وليس من وقت إلى آخر، لذلك الّذي يؤمن بالرب يسوع يتبعه كل حين ولا يبتعد عنه أبداً، لأنّه في الروح يدخل ملكوت السماوات بالولادة الروحيّة قبل موت الجسد، فيبقى مع الرب يسوع إلى الأبد.
يأتي الرب يسوع أوّلاً ويقرع على قلب الإنسان بصوت خدّامه، المبشّرين بالحياة الأبديّة، فيتبعه فقط حسب المكتوب بقوّة الروح القدس، لأنّ المكتوب هو الرب يسوع الّذي يتبعه المؤمن في الروح، لأنّ المكتوب فقط هو صوت الرب يسوع الواقف على الباب ويقرع، ليفتح المؤمن الّذي يسمع الصوت باب قلبه للكلمة الروحيّة لخلاص نفسه.
باسم الآب السماوي، والابن، الرب يسوع المسيح، وقوة الروح القدس، الإله الواحد آمين.
تفسير شادي داود