تفسير إنجيل مَتَّى
الأصحَاحُ الثَّانِي
1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».
7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.
13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني».
16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا».
1 وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ: لم يأت الرب يسوع بغتتاً دون سابق علم كما يأتي المسحاء الكذبة، لأنّه وُلد في بيت لحم اليهوديّة كما كُتب عنه قبل مجيئه بزمن طويل. ولد في أيّام هيرودس الملك الّذي له سلطان الموت على الأرض (عدد 16)، لأنّها آية روحيّة تتكلّم عن ولادة الرب يسوع في قلب الّذي يؤمن به في أيّام ابليس على الأرض الّذي له سلطان الموت (العبرانيين 2: 14 لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ). المجوس هم المنجّمون، المنجّم هو شخص ضليع في السحر، وعلم التنجيم، والمعتقدات التي لا ترتكز على العلم أو العقل. لماذا المجوس؟ لأنّ الّذي يرى نجم الرب يسوع يراه بعين الروح بالإيمان وليس بعين الجسد في حكمة وعلم أرضي، لأنّ الرب يسوع أتى من أجل خلاص الإنسان في الروح وليس في الجسد، لذلك الّذي يريد أن يأتي إليه يأتي بالإيمان الروحي وليس بالعلم والفهم الجسدي، لأنّ كلمة الله هي اسرار ملكوت السماوات (لوقا 8: 10 لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَال، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ.).
2 قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».: أتوا من المشرق ليبحثوا عن المولود ملك اليهود ويسجدوا له وهم ليسوا من اليهود شعب الله (أشعياء 2: 6 فَإِنَّكَ رَفَضْتَ شَعْبَكَ بَيْتَ يَعْقُوبَ لأَنَّهُمُ امْتَلأُوا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَهُمْ عَائِفُونَ كَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيُصَافِحُونَ أَوْلاَدَ الأَجَانِبِ.) يأتون من الأمم ليسجدوا لملك اليهود واليهود شعب الله يرفضون السجود، بل ساعدوا في محاولة قتله عند ولادته، وعذّبوه وقتلوه عندما أتت الساعة (مرقس 14: 41 قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُوَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ.). نجم الرب يسوع هو النور الّذي يراه كل من يبحث عن الطريق إلى الحياة الأبديّة، يهودياً كان أم من الأمم، لأنّه ولد في اليهوديّة وظهر نجمه في المشرق. هو النور الّذي لا يُرى بالعين والحكمة البشريّة إنّما في الروح بالحقّ السماوي في كلمة الله، بالإيمان والعمل بكلمة الرب يسوع السماوي للحياة الروحيّة الأبديّة. يأتي المؤمن إلى الرب يسوع ليسجد له بالروح، والسجود هو الخضوع لإرادة الرب يسوع البارّ بالعمل حسب المكتوب فقط بقوّة الروح القدس.
ما هو نجم الرب يسوع؟ النجم في هذا العالم هو الإنسان غير المؤمن بنور الرب يسوع، هو المتّكل على قوّته ونوره ينبع من ذاته، لذلك يسقط عند الدينونة بسبب الخطيّة (متى 24: 29 وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ) (يهوذا 13 نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ.). أمّا نجم الرب يسوع ابن الإنسان فهو يختلف عن النجم في هذا العالم لأنّه روحي سماوي في جسد إنسان بارّ بأعماله لذلك هو النجم الصالح الوحيد على الأرض (يوحنا 8: 12 أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ.). لذلك لم يأت الرب يسوع بقوّة سيف الموت لينتصر على أعدائه كنجم جسدي على الأرض لا يُقاوم، بل أتى بقوّة المحبّة للحياة الروحيّة الأبديّة السماويّة، لذلك نجم الرب يسوع ابن الإنسان هو نجم البرّ للحياة الأبديّة لكل من يؤمن به.
3 فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.: اضطرب هيرودس الملك لأنّه خاف على سلطانه في هذا العالم من مجيء ملك آخر ينزع منه المُلك. آية تتكلّم عن إبليس الّذي اضطرب من مجيء ملك الملوك ورب الأرباب يسوع المسيح المخلّص الروحي الذي يسحق رأس الحية التي هي ابليس. لماذا اضطرب جميع أورشليم مع هيرودس؟ لأنّها آية تتكلّم عن ولادة الرب يسوع في المؤمن به فقط حسب المكتوب، فهذا يجعل المؤمنين الّذين يعملون حسب عادات ووصايا الناس المتوارثة وليس حسب المكتوب فقط يضطربون لأنّ المؤمن الحقيقي الّذي يولد من فوق يُظهر عدم إيمانهم بالحقّ المكتوب لأنّهم يؤمنون بالحقّ المزيّف حسب وصايا الناس (مرقس 7: 6 – 13 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ». 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ! 10لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمُ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. 11وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ، أَيْ هَدِيَّةٌ، هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي 12فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئًا لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ».). ولادة الحقّ يجعل الّذي يعمل بغير الحقّ يضطرب.
4 فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»: هذا يدلّ على أنّ هيرودس يؤمن بصدق كلمة الله، لكنّه ليس فقط لا يعمل بها بل يحاربها بمحاولة قتل الرب يسوع. لأنّه جمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ليقولوا له أين يولد المسيح حسب ما هو مكتوب. هذا هو ابليس الّذي يعلم أنّ المكتوب هو حقّ من الله لكنّه يرفضه ويحاربه (يعقوب 2: 19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!)
5 فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: شهادة يشهد بها رؤساء الكهنة والكتبة على أنفسهم، على رفضهم للمسيح المخلّص المرسل من الله الّذي يولد في بيت لحم اليهوديّة كما هو مكتوب عنه بالنّبيّ الّذي يؤمنون بنبوّته. رؤساء الكهنة والكتبة يعلمون المكتوب لكنّهم يرفضون العمل به.
6 وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».: هنا آية نرى فيها عمل إبليس في هيرودس، لأنه جمع رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ليقولوا له أين يولد الرب يسوع المسيح، فقالوا له حسب ما تقوله نبوّة الكتاب المقدس. قبول هيرودس للنبوّة وتصديقه لما فيها، هو اعتراف منه بأنه يقاوم عمل الله. فهو بمحاولة قتله للرب يسوع يعترف بأنّه يقتل ابن الله. هيرودس يمثّل كل إنسان يسلّم نفسه لشهواته فيمنح ابليس فرصة ليستخدمه ضد كلمة الله. جعل ابليس هيرودس يقبل نبوّة ولادة الرب يسوع ومنع عنه فهم اهمية ولادة المخلّص، لأنّ هيرودس يعمل لشهواته وليس لحياته الأبديّة. لأنه أدرك أن الرب يسوع هو الملك الآتي المرسل من الله إلى هذا العالم، لذلك خاف على مكانه في هذا العالم، لكنّه لم يفهم أنّ الرب يسوع هو الملك الروحي السماوي لخلاص النفوس لحياة أبديّة.
آية تتكلّم عن إبليس، لأن ابليس هو إله هذا الدّهر (2 كورنثوس 4: 4 الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ) لا يريد ابليس من الإنسان أن يأتي إلى الرب يسوع فينزع منه سلطانه عليه بخلاصه ودخوله ملكوت السماوات، لذلك بدأ ابليس بمحاولة قتل الرب يسوع عند مجيئه الى العالم. آية تتكلّم عن محاولة ابليس لقتل الرب يسوع عند ولادته في قلب المؤمن.
7 حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.: استخدم هيرودس المرائي كل من يستطيع أن يخدمه للوصول إلى هدفه الشرّير، لم يستخدم معهم طريق الشرّ بل أظهر لهم المحبّة المزيّفة وأخفى الشرّ في قلبه. فطلب جميع رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ليكلّموه عن نبوّات الكتاب المقدّس الّتي تتكلّم عن ولادة المسيح، وأيضاً استخدم المجوس ليعرف منهم مكان ولادة الرب يسوع، لا ليسجد له كما قال فيما أظهره من محبّة أمامهم، بل ليقتله في الشرّ الّذي أخفاه في قلبه. لماذا دعاهم سراً؟ لأنّه يريد أن يخدعهم دون تدخّل من أحد يفتح عيونهم على الشرّ الّذي في قلبه، لكنّه لا يعلم أنّ روح الله الّذي يرى كل شيء يعمل مع المؤمنين بكلمته. آية تتكلّم عن الّذي يبحث في كلمة الله محاوراً المؤمنين بالرب يسوع لا بقصد السجود للمخلّص إنّما محاولاً قتله في قلوب المؤمنين به.
8 ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».: لا نستطيع أن نقول أنّ هيرودس يؤمن بالرب يسوع ويريد السجود له، إنّما يُخادع بقولٍ يدلّ على المحبّة لكنّه يضمر الشرّ. آية تتكلّم عن ابليس الّذي يخدع الإنسان الّذي لا يعمل فقط حسب كلمة الله، فيُظهر المحبّة للإنسان بعملٍ يظنّه المؤمن أنّه صالح، لكنّه في الحقيقة هو فخّ يخدع به كل إنسان لا يحمل سيف الكلمة الروحيّة ليعمل فقط حسب المكتوب، لأنّه يعمل بما تراه العين والحكمة البشريّة فيُخدع بها من ابليس. آية تتكلّم عن ابليس الّذي يبحث عن ولادة الرب يسوع في قلوب المؤمنين به ليأتي ويقتله عند ولادته، أي يُحاول قتل الإيمان في المؤمن الّذي يبحث عن الرب يسوع ليسجد له، وهذا بخداعه للّذين يسمعون لحكمة الإنسان ويعملون حسب عادات وتقاليد الناس وليس حسب كلمة الله فقط.
9 فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ.: المجوس هم الّذين يبحثون عن الخلاص الروحي، ونجم الرب يسوع هو روح الله الّذي يقود كل من يبحث عن الحقّ السماوي ليصل إلى الطريق والحقّ والحياة بالرب يسوع المسيح. (يوحنا 14: 6 أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.) لا يستطيع الإنسان أن يأتي إلى الحياة الأبديّة إن لم يجتذبه الآب إلى الرب يسوع المخلّص الوحيد، فيسجد له ويعمل بكلمته بكل تواضع ومحبّة. (يوحنا 6: 44 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.)
آية تُجيب على السؤال الصعب الّذي يسأله الكثيرون وهو: "كيف يمكن لي أن أعرف المخلّص الحقّ في الكتاب الصحيح والترجمة الصحيحة والتفسير الصحيح والمعلّم الأمين في عالم مليء بالأخطاء وتعدد الكتابات والاعتقادات والمعلّمين؟" الجواب هو أن لا أحد يصل إلى الحقّ إن لم يجتذبه الآب لأنّه ليست بفهم أو حكمة بشريّة. تتكلّم الآية عن المؤمن الحقيقي الباحث عن الحقّ السماوي لحياة أبديّة، في عالم مليء بالدروب، والوصول لملكوت الله هو في الطريق الواحد فقط ويجب أن يجده المؤمن ليصل إلى الحياة الأبديّة، الدروب هي كتب ومعتقدات كثيرة، لكن الحقّ هو في الكتاب الواحد الّذي يجده كل من يقوده روح الله فقط، فلا خوف على المؤمن الحقّ من الضياع في هذا العالم، لأنّ نجم الرب يسوع هو الّذي يقوده إلى الكتاب الصحيح والترجمة الصحيحة والتفسير الصحيح، وإلى المعلّم الأمين لخلاص النفس في حياة أبديّة بالإيمان.
كثير من المؤمنين لا يدخلون ملكوت الله لأنّهم رفضوا الدخول إلى البيت الّذي وُلد فيه الرب يسوع، إلى البيت الّذي قادهم إليه نجم الرب يسوع، لأنّهم مرضى الروح لا يبصرون ولا يسمعون ولا يطلبون الشفاء، لأنّهم يضنّون في أنفسهم أنّهم حكماء، لذلك يرفضون الكلمة من المؤمن الّذي ولد فيه الرب يسوع وأخذ الخلاص، فيرفضهم الله لأنّهم لم يدخلوا ولم يسجدوا ولم يقدّموا هدايا من كنوزهم.
10 فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا.: فرحوا فرحاً عظيماً جداً لأنّه فرح أبدي لا يزول. الفرح الحقيقي هو عندما يقودك الروح القدس إلى الرب يسوع المخلّص الوحيد الّذي تكلّمت عنه النبوّات، وليس عندما يقودك الإنسان إلى الرب يسوع حسب فهمه أو حكمته البشريّة، إنّما فقط حسب ما قاله الرب يسوع في المكتوب بقوّة الروح القدس في الإنجيل فقط، لأنّه كتاب الحقّ السماوي الوحيد للحياة الأبديّة في آياته الروحية. والفرح المزيّف أيضاً عندما يقودك إلى غير الرب يسوع بسبب ما تراه العين أو تسمعه الأذن من أخبار وعجائب جسديّة ليست من صنع الرب يسوع السماوي، فتزول بموت الجسد ويزول معها الفرح المزيّف لأنّه مؤقّت. لذلك الفرح العظيم جداً هو في الحياة الروحيّة الأبديّة مع الرب يسوع فقط حسب المكتوب، الحياة الّتي دفع ثمنها الرب يسوع بدمه، ليمنح هذا الفرح الأبدي العظيم جداً لكل خاطي يؤمن به في حياة روحيّة وليس جسديّة.
11 وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.: آية تتكلّم عن ولادة الرب يسوع في قلب الإنسان الّذي يبحث عن خلاصه الروحي لحياة أبديّة، فيأتي إلى الرب يسوع المولود حسب النبوّة في بيت لحم اليهوديّة من مريم العذراء ليسجد له ويقدم له من كنزه الروحيّ.
أتوا إلى البيت: قادهم الروح القدس إلى البيت الّذي ولد فيه الرب يسوع حسب النبّوات الّتي تكلّمت عن ولادته. آية تتكلّم عن الله الّذي يقودنا فقط حسب المكتوب لنصل إلى الحقّ السماوي والخلاص في الرب يسوع. وكل من يقودنا بغير المكتوب يكون من الشرّير.
رأوا الصبي مع مريم أمّه: أتوا ليسجدوا للمولود من مريم العذراء ولا سجود لغيره.
سجدوا له: السجود للرب يسوع هو سجود روحي بالخضوع لكلمة الرب والعمل فقط حسب المكتوب بقوّة الروح القدس. السجود الروحي بالعمل حسب الآيات الروحيّة وليس حسب الأمثال الأرضيّة، حسب أسرار ملكوت السماوات، فيكون السجود للرب يسوع وحده لأنّه السيّد الروحي الوحيد حسب المكتوب لخلاص النفوس إلى حياة روحيّة أبديّة. (2كورنثوس 3: 4 - 6 وَلكِنْ لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هذِهِ بِالْمَسِيحِ لَدَى اللهِ. لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ، الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.)
فتحوا كنوزهم وقدّموا له: المؤمن بالرب يسوع والحياة الأبديّة لا يكنز كنوزاً أرضيّة تفنى، إنّما يكنز كنوزاً روحيّة سماويّة يقدّمها للرب يسوع الّذي خلّصه من الموت الأبدي. الذهب واللبان والمرّ هي مواد أرضيّة لكنّها ترمز إلى كنوز روحيّة سماويّة.
الذهب هو ثمر الروح الّذي لا يحترق، لأنّه في المحبّة والإيمان وخدمة الرب يسوع كلمة الله دون مقابل جسدي يزول، ليأخذ المؤمن أجرته من الله في حياة سماويّة لا تزول، فلا يطلبها من العالم في حياة جسديّة فتحترق عند موت الجسد. (1كورنثوس 3: 12 وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا، 13فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. 14إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. 15إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ.). (متى 21: 19 فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) لم تقدّم التينة للرب يسوع ثمر الإيمان لذلك يبست التينة. (غلاطية 5: 22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ).
اللبان هو نوع من البخور يرمز إلى صلوات المؤمنين الّذين أخذوا الخلاص لأنّهم آمنوا واعتمدوا بكلمة الله، لذلك هي صلوات القدّيسين. (رؤيا 5: 8 وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ.). المؤمن الّذي يأتي باللبان إلى الرب يسوع هو المؤمن المصلّي كل حين في الروح، أي في علاقة روحيّة دائمة مع الرب يسوع. (متى 26: 41 اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».) (يهوذا 20 وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ) (1تسالونيكي 5: 17 صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ.).
المرّ هو نوع من الأشجار، يُستخدم كنوع من العطر (أستير 2: 12 أَنَّهُ هكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، سِتَّةَ أَشْهُرٍ بِزَيْتِ الْمُرِّ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ وَأَدْهَانِ تَعَطُّرِ النِّسَاءِ.) (نشيد الأنشاد 3: 6 مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِرِ؟) معطّرة بالمحبّة والتواضع، وبالإيمان في صلاة روحيّة لا تنقطع. المرّ هو عطر الروح الّذي يقدّمه المؤمن للرب يسوع. عطر الروح هو البساطة كالأولاد. (لوقا 18: 17 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ»)
آية روحيّة تتكلّم عن الّذي يأتي إلى الرب يسوع المولود في بيت لحم من العذراء وقوّة الروح القدس، بالإيمان ساجداً له عاملاً بالكلمة ثمراً روحياً من ذهب لا يحترق، مصلّي كل حين في الروح، في حياة معطّرة بالمحبّة والتواضع والعطاء.
لا يدخل الإنسان ملكوت الله إن لم يقدّم كل هذه الهدايا الروحيّة دون مقابل جسدي في العالم، لأنّ هذه الهدايا الروحيّة هي كنز الروح للحياة الأبديّة.
12 ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.: آية تقول للمؤمنين بالرب يسوع أن يعملوا فقط بكلمة الرب وليس حسب حكمتهم البشريّة. يقول للّذين يفعلون الصالح الّذي في نظرهم وليس حسب المكتوب، أنّهم يتسبّبون بقتل الرب يسوع في حياتهم، كما لو قال المجوس في أنفسهم أن يرجعوا إلى هيرودس فيأتي ويسجد للرب يسوع، غير عاملين بما يقوله الرب دون زيادة أو نقصان مهما اعتقدوا أنّ في ذلك من أهميّة حسب فهمهم، فيتسبّبون بموت الرب يسوع. سمع المجوس وعملوا بكلمة الله لذلك لم يُخدعوا من ابليس. كما يُخدع الكثيرون من أمور تظهر لهم في عجائب جسديّة تصلح للجسد الّذي يزول وتُهلك الروح إلى الأبد، وهذا بسبب البعد عن كلمة الرب والتمسك بما تراه العين والحكمة البشريّة لصالح الجسد الّذي يفنى، غير عاملين بما يصلح للروح والحياة الأبديّة. هيرودس حاول أن يخدع المجوس بقوله الصالح بأنّه سيسجد للمسيح، لكنّ الله أعلمهم بمكره كي لا يُقتل الرب يسوع بسبب جهلهم للشرّ الّذي في قلب هيرودس. ما قاله الله للمجوس هو المكتوب الّذي يجب على كل مؤمن أن يعمل به كي لا يُخدع من ابليس فيُقتل الرب يسوع في قلبه. يعمل الله في المؤمنين بكلمته فلا خوف عليهم من الشرّير الّذي يريد قتل الرب يسوع المولود في قلوبهم. آية يكلّم بها الله المؤمنين بكلمته ليبتعدوا عن محاربي الرب يسوع.
13 وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».: إن وُجد ما يهدد حياة المؤمن الروحيّة بقتل الرب يسوع المولود في قلبه فلا ينتظر ويحارب، بل يهرب ومعه الرب يسوع المسيح كلمة الله في قلبه، كما أمر الله يوسف بترك البيت الّذي ولد فيه الرب يسوع ليهرب إلى مصر. لم يحارب الله هيرودس الّذي حاول قتل الرب يسوع، لكنّه طلب من يوسف أن يأخذ الرب يسوع ويهرب، لذلك لا يصلح بالمؤمن أن يحارب الّذين يحاربون كلمة الله بل يبتعد عنهم.
14 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.: فعل يوسف كما أمره الرب، ولم يطلب منه أن يحميه من هيرودس. كثيرون لا يعملون حسب إرادة الله بالمكتوب فيطلبون ما هو أفضل حسب فكرهم، لذلك لا ينظر الله إلى خدمة الكثيرين ولا يُصغي إلى صلواتهم وطلباتهم لأنّها ليست حسب ما أمر الله في المكتوب، لأنّ إرادة الله روحيّة لحياة أبديّة حسب المكتوب وليس حسب حكمة الإنسان الأرضيّة. افعل فقط كما يقول الرب، فقط حسب المكتوب، فيولد الرب يسوع في قلبك وينمو فيك في حياة روحيّة ولا تخسر حياتك الأبديّة.
15 وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني».: (هوشع 11: 1 لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.) لم يأت الرب يسوع فجأة دون سابق علم، بل تكلّمت عنه النبوّات منذ سنين طويلة قبل ولادته، وتمّت بمجيئه لأنّه هو الرب الوحيد الّذي به يتمّ الخلاص.
16 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ.: هذا هو عمل ابليس في الّذين يُخضعون أنفسهم لشهوات العالم. شرٌّ كثير بسبب خوف هيرودس على سلطانه في هذا العالم الزائل من مجيء الملك السماوي فيأخذ منه المُلك، كما فعل رؤساء الكهنة والكتبة الّذين صلبوا الرب يسوع خوفاً على مجدهم الأرضي الّذي يزول، غير مهتمّين بالمجد السماوي الّذي لا يزول. هيرودس الّذي يؤمن أنّ الرب يسوع المولود في بيت لحم اليهوديّة هو الملك السماوي الّذي يأتي إلى العالم حسب النبوّات الّتي كلّمه بها كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وبحسب الزمان الّذي تحقّقه من المجوس، ومع هذا حاول قتله غير مبالٍ بقوّة الله الّذي أرسل كلمته إلى العالم، بل ظنّ في نفسه أنّه يقوى على الله. تماماً كما ظنّ ابليس في نفسه قبل سقوطه. فعل هيرودس شرّاً عظيماً فقتل جميع الصبيان الّذين ولدوا في بيت لحم في ذلك الوقت، وهذا بسبب خوفه العظيم من الرب يسوع لأنّه أحبّ الظلمة أكثر من النور. آية تتكلّم عن ابليس وخوفه العظيم من الرب يسوع الملك السماوي الوحيد الّذي يُقيم المؤمنين به من الأموات فيخسرهم ابليس في العالم وأيضاً عندما يُلقى في النار الأبديّة في جهنّم. (يعقوب 2: 19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!). قتل هيرودس الأولاد بشرّه العظيم لكنّهم أحياء مع الرب يسوع إلى الأبد. (مرقس 10: 14 – 16 «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.).
17 حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: (ارميا 31: 15) تتميم النبوّات هو دليل لكل إنسان يبحث عن الحياة الأبديّة، فيأتي إلى الرب يسوع الّذي تمّم النبوّات، فلا يُخدع من ابليس بأنبياء ومسحاء كذبة. (مرقس 13: 22 - 23 أَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. فَانْظُرُوا أَنْتُمْ. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ.)
18 «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».:
راحيل تبكي على أولادها: آية تتكلّم عن إسرائيل الّتي تبكي على أولادها، (راعوث 4: 11 فَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْبَابِ وَالشُّيُوخُ: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ.). راحيل هي زوجة يعقوب الّذي أعطاه الله اسم إسرائيل، فأولاد راحيل هم أولاد إسرائيل. (التكوين 35: 10 – 11 وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ «إِسْرَائِيلَ». وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.).
لا تريد أن تتعزى، لأنهم ليسوا بموجودين: لا تريد أن تتعزّى في الروح وليس في الجسد، لأنّهم ليسوا بموجودين في الجسد لكنّهم موجودون في الروح مع الرب يسوع. المعزي هو الله والعزاء يتم بقبول كلمة الله في الرب يسوع المخلّص الوحيد من الموت الروحي، فعندما يقبل الإنسان كلمة الله بالإيمان، يقبل أيضاً عزاء الرب الّذي يحوّل أحزانه المريرة بسبب فقدانه لمن يحب في الجسد، إلى أحزان غير مريرة لأنّه موجود في الروح مع الرب يسوع إلى الأبد، هذا هو العزاء الروحي والسلام النفسي. المؤمن بالرب يسوع والقيامة من الأموات لا يهتمّ لموت الجسد لأنّ الموت الحقيقي هو موت الروح في جهنّم إلى الأبد. (لوقا 12: 4 – 5 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ.).
حزن مرير على موت العزيز لأنّه غير موجود والأمل مقطوع، وحزن لكن غير مرير على المسافر البعيد لأنّه بعيد لكنّه موجود. عزاء الرب يُحوّل أحزان الموت المريرة لأنّه غير موجود، إلى أحزان السفر البعيد الغير مريرة لأنّه بعيد لكنّه موجود. يشبه عزاء الرب مؤمن مات له من يُحبّ فلم يحزن عليه حزن الموت، إنّما حزن عليه حزن المسافر عنه لأنّه يؤمن أنّه موجود مع الرب يسوع.
نبوّة لآية تتكلّم عن كل من يرفض عزاء الرب كما رفضت إسرائيل، الّتي لا تريد أن تتعزى لأنها لم تقبل المسيح المعزي الروحي لحياة أبديّة. رفض إسرائيل لولادة المسيح هو رفض للحياة الأبديّة والتمسّك بالحياة الأرضيّة. لذلك هي في حزن عظيم على أولادها لأنّهم ليسوا بموجودين في الجسد على الأرض، وهي لا تؤمن بوجودهم في حياة سماويّة مع الرب يسوع إلى الأبد. رفضت ان تتعزى برفضها للرب يسوع المعزي لأن تفكيرها جسدي أرضي لا تهتم بما للروح بل فقط بما للجسد.
هذه حادثة قتل أطفال والرب يسوع قال: (متى 19: 14 دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.) كل من يقبل الرب يسوع المسيح مخلّصاً لحياته الأبديّة تكون له هذه التعزية: لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات.
19 فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ: قبل مجيء الرب يسوع في الجسد على الأرض ليفدي الإنسان، استخدم الرب أنبياء وملائكة ليقود المؤمنين به إلى طريق الحقّ ويعلن لهم عن مشيئته، لكن بعد مجيء الرب يسوع إلى العالم، صنع آيات روحيّة يحيا بها المؤمن في الروح مع الرب يسوع دون وسيط لأنّ الرب يسوع كلمة الله ابن الإنسان هو الوسيط الوحيد بين الله والإنسان في حياة روحيّة. (تيموثاوس 2: 5 أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ)
20 قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ».: لم يستخدم الله قوّته ليمنع الظلم عن الرب يسوع فيقتل الّذين كانوا يطلبون نفسه، بل تركهم إلى اليوم الّذي انتهت به حياتهم على الأرض ثمّ طلب من يوسف أن يأخذ الصبي وأمّه ليعود إلى أرض إسرائيل. لم يستخدم الله القوّة كما كان في الماضي قبل مجيء الرب يسوع لأنّه في العهد الأوّل كان يتكلّم بآيات روحيّة عن عدل الله والحقّ السماوي الّذي سيقع عند الدينونة على كل خاطي لم يؤمن بكلمة الله أو يعمل ضد كلمة الله في الناموس. لكن عند مجيء الرب يسوع بدأ عهد النعمة الّذي تألّم فيه الرب يسوع بسبب ظلم الإنسان، لأنّه أخلى نفسه راضياً بالظلم ليدفع بموته ثمن الخطيّة الّتي صنعها الإنسان، ليخلّص بالنعمة والمحبّة والعدل كل خاطي يؤمن به. لذلك لم يستخدم الله القوّة بل استخدم المحبّة العظيمة رغم قوّته وارتضى بالظلم ليكون قدوة لكل إنسان يقع عليه ظلم الحياة على الأرض، فيصبر منتظراً عودته إلى أرض السلام الروحي والحياة الأبديّة الّتي لا ظلم فيها. لم يأت الرب يسوع ليدين الخطاة بل ليخلّص كل من يؤمن به. بدأ عهد النعمة والسلام الروحي من اليوم الّذي ولد فيه المسيح. آية تتكلّم عن بداية عهد السلام الروحي عند ولادة الرب يسوع في قلب المؤمن به.
21 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.: يعمل المؤمن بكلمة الله دون تردد أو اعتراض لأنّه يثق بكلمة الله الّتي يؤمن بها.
22 وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ.: خاف يوسف على الرب يسوع لأنّ الشرّ مازال يوجد منتقلاً من هيرودس إلى ابنه، آية تكلّم المؤمنين عن وجود الشرّ الرافض للرب يسوع محاولاً قتله منتقلاً من جيل إلى آخر، لكن الرب في الروح القدس لا يترك المؤمنين به فهو يعمل معهم ويحمي الرب يسوع كلمة الله المولود في قلوبهم.
23 وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا».: نبوّات كثيرة تكلّمت عن مجيء الرب يسوع منذ سنين طويلة قبل مجيئه، واليوم تمّت بمجيئه لتعلن لنا عن مجيء الرب يسوع المسيح المخلّص الوحيد، فنعرفه ونميّزه من مسحاء وأنبياء كذبة كثيرين. (متى 24: 23 – 24 حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا.).
باسم الآب السماوي، والابن الرب يسوع المسيح كلمة الله، وقوة الروح القدس، الإله الواحد آمين.
تفسير شادي داود